Abstract
إن من عظيم نعم الله علي وفضله وإحسانه أن شرفني ويسر لي إعداد وإتمام هذه الدراسة الماتعة عن العلامة الفقيه الأصولي المفسر الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين ـ رحمه الله ـ والذي أفنى حياته في خدمة الإسلام ونفع المسلمين حتى حاز المكانة العلمية المرموقة وطُرحت محبته في قلوب الكثير من أبناء الأمة الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة . وقد جاءت هذه الدراسة في أربعة فصول وتحتها مجموعة من المطالب والمباحث كما يلي : الفصل الأول : الاطار العام للدراسة , وفيه بيان بموضوعها وأهدافها وتساؤلاتها وأهميتها وحدودها ومنهجها ومصطلحاتها مع ذكر الدراسات السابقة لها . الفصل الثاني : في ترجمة الشيخ ابن عثيمين , وفيه تكلمت عن نسبه ومولده , نشأته ودراسته , مشياخه , تلاميذه , ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية , منهجه في تربية وتعليم أولاده , جـهوده العلمية , آثاره , ثم ذكرت مشاركاته الاجتماعية ومرضه ووفاته . الفصل الثالث : في المنهج العلمي عند الشيخ ابن عثيمين وفيه مبحثان , أما المبحث الأول : ففي بيان منهجه في التدريس . أما المبحث الثاني : ففي إيضاح مزايا وخصائص منهجه العلمي في البحث والتأليف . الفصل الرابع : في آداب العالم والمتعلم عند الشيخ ابن عثيمين . وفيه ثلاث مباحث . أما المبحث الأول : ففي العلم وفضائله وحكم طلبه . وأما المبحث الثاني : ففي آداب العالم .وأما المبحث الثالث : ففي آداب المتعلم . والله العلي العظيم أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة وأن أكون قد وُفِقت في إبراز سيرة العالم الجليل والمربي الفاضل الشيخ محمد بن عثيمين , وبيان وتجلية بعض آرائه التربوية , والإسهام في نشر نذر يسير من علمه ـ رحمه الله تعالى ـ . نتائج الدراسة من خلال معايشي لهذه الدراسة بفصولها ومباحثها ومطالبها فإنه يطيب لي أن أذكر أهم النتائج التي توصلت إليها بعد نهاية هذه الدراسة : 1 ) لا يقتصر دور العلماء على مجرد وجودهم في مجتمعاتهم , بل يمتد دورهم المهم في تعليم وتربية الناس حتى بعد موتهم , وذلك من خلال آثارهم العلمية وتلامـيذ هم . 2 ) يجب على المسلم الإخلاص في كل عمل يتقرب به إلى الله لأنه أساس قبوله ونجاحه وطيب ثمرته ولا سيما في طلب العلم والتعليم . 3 ) من الأهمية بمكان لكل مسلم إدراك نفاسة الوقت وقيمته ومن ثم اعمار كل دقيقة بل كل لحظة من وقته فيما يعود عليه بالخير والصلاح في دينه ودنياه وعدم إضاعته فيما يشغل عن ذكر الله وطاعته حتى لا يندم يوم لا تنفع الندامة . 4 ) من المعلوم أن تقنيات الحضارة الغربية عبارة عن سلاح ذو حدين إن أحسن المسلم إستخدامها كانت خيراً له وإن أسيء استخدامها كانت شراً ووبالاً عليه . لذلك يجب عليه أن يجعلها وسيلة إلى ما فيه نفع وصلاح الأمة في دينها ودنياها , وأن يحذر أن تكون أداة تخريب وإفساد وإشغال للأمة بما يضرهم ولا ينفعهم . 5 ) ينبغي لكل مسلم تعلَّم علماً نافعاً أن يقوم بواجب التبليغ وذلك بالحرص على نشر ذلك العلم بين الناس بشتى الوسائل الممكنة رجاء رضا الله وثوابه . 6 ) أن إحسان المرء إلى إخوانه المسلمين لا يقتصر على بذل المال لهم بل يكون بالمال والعلم والجاه والنفع البدني . 7 ) على المسلم أن يهتم بقضايا الأمة والسؤال عن أحوال إخوانه المسلمين في كل مكان وأن يشاطرهم أحزانهم وأفراحهم ويمد لهم يد العون والمساعدة لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم . 8 ) ينبغي لكل مسلم الحرص على لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور كلها لينال بذلك شفاعته عليه الصلاة والسلام في يوم الدين يوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً . 9 ) التسلح بالإيمان والصبر مهم لكل مسلم ولا سيما عند مواجهة مصاعب الحياة وأقدار الله المؤلمة حتى ينعم بالطمئنأنينة القلبية والراحة النفسية ويسلم من القلق والتوتر والاكتئاب كما أن الإمامة في الدين إنما تُنال بالصبر واليقين . 10 ) يجب ربط المتعلمين بالقرآن والسنة وعلومها والعودة بهم إلى ذلك المعين الصافي من أجل إحياء قلوبهم وتعريفهم بقيمة العلوم الشرعية كما يجب . 11 ) يجب توجيه المتعلمين إلى التخلي عن التعصب للمذاهب والآراء وضرورة إتباع الدليل والأخذ بقول من وافق قوله الكتاب والسنة . 12 ) ضرورة ربط حياة المسلمين بتعليمهم الإسلامي , وأن لا يكتفى بالتنظير دون التطبيق العملي في الحياة لما يتعلمه المسلم . 13 ) من شروط نجاح العملية التعليمية : إلمام المعلم بالمادة العلمية , وإتقانه لطريقة التدريس , ومراعاته لأذهان الطلبة , مع حسن رعايتهم والرفق بهم ومعاملتهم معاملة الأب لأبنائه .