السراج الوهاج تكملة كافي المحتاج إلي شرح المنهاج الإسنوي للإمام بدر الدين محمد بن عبدالله بن بهادر الزركشي (ت794هـ) من أوّل كتاب النكاح إلى نهاية كتاب الصداق : دراسة وتحقيقاً
Author
الحربي، عبد اللطيف بن سعيد بن حميد المخلفي،
Abstract
أسباب اختيار المخطوط وأهميته من أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا المخطوط ما يلي: الأول: منزلة مؤلف هذه التكملة، ومكانته العلمية، وخوضه في علوم شتى من العلوم الإسلامية، وثناء العلماء عليه: فمؤلف هذه التكملة هو بدر الدين محمد بن عبدالله بن بهادر الزركشي المحدث الفقيه الأصولي الأديب اللغوي، إمام من أئمة الإسلام، وعلم من أعلام الشافعية، جهبذ من جهابذة أهل النظر وأرباب الاجتهاد فهو أحد العلماء الأثبات. وقد أثنى العلماء عليه ثناء يدل على علو شأنه وارتفاع قدره ومن ذلك ما يلي: أولاً: ما قاله ابن قاضي شهبة عنه: كان فقيها أصوليا أديباً فاضلاً في جميع ذلك ودرس وأفتى، ثم قال: وحكى لي الشيخ شمس الدين البرماوي أنه (أي الزركشي) كان منقطعا إلى العلم لا يشتغل عنه بشيء، وله أقارب يكفونه أمر دنياه( ). ثانياً: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عنه: وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتباً، وعني بالفقه والأصول( ). ثالثاً: قال عنه ابن تغري بردي رحمه الله بعد ما ذكر حوادث سنة 794 هـ: وتوفي الشيخ بدر الدين محمد بن عبدالله المنهاجي الفقيه الشافعي المصنف المشهور، وكان فقيهاً مصنفاً( ). رابعاً: قال عنه ابن العماد رحمه الله بعد ما ذكر حوادث سنة 794هـ: وفيها توفي الزركشي الشافعي الإمام العلامة المصنف المحرر( ). الثاني: مكانة التكملة العلمية: لقد أُثني على هذه التكملة ثناء يدل على أهميتها وقيمتها العلمية، فقال ابن قاضي شهبة رحمه الله: ومن تصانيفه تكملة شرح المنهاج للإسنوي، واعتمد فيه على النكت لابن النقيب، وأخذ من كلام الأذرعي والبلقيني، وفيه فوائد وأبحاث تتعلق بكلام المنهاج حسنة( ). الثالث: حسن منهجه في شرح الكتاب: فقد تميز منهجه في الشرح بميزات عدة منها: 1- اعتناؤه بذكر الأدلة من الكتاب والسنة. 2- نسبة الأحاديث إلى من خرجها، ونقل أحكام العلماء عليها. 3- نقل أقوال أئمة الشافعية. 4- ذكر تنبيهات مهمة على المسائل. 5- اعتناؤه بتعريف المصطلحات. 6- ذكره المصادر التي اعتمد عليها. الرابع: منزلة منهاج الطالبين للنووي بين كتب الشافعية: يعتبر كتاب المنهاج من المتون المعتمدة في الفقه الشافعي حيث عكف العلماء عليه بالحفظ، والتدريس، والشرح، والتلخيص. كما يزيد المنهاج أهمية أنّ أصله هو المحرر للإمام الرافعي رحمه الله وهو عمدة في المذهب، قال النووي رحمه الله: وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله من التصنيف من المبسوطات، والمختصرات، وأَتْقَنُ مُخْتَصَرٍٍ الْمُحَرَّرُ للإمام أبي القاسم الرافعي رحمه الله تعالى ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولي الرغبات( ). فجاء كتاب الإسنوي شرحاً على عمدة من عمدة، ولكن المنية اخترمته قبل إكماله، فأتمه تلميذه بدر الدين الزركشي صاحب التصانيف الكثيرة والتحقيقات النافعة، وهذا يزيد من أهمية التكملة.