Abstract
إن مشكلـة التذمر الوظيفي هـي مشكلة قياديـة بالدرجة الأولى ، فالقـائـد أو المديـر يستطيع أن يعمـل على تحفيـز الموظف للعمـل ويدفعـه إليـه بكـل الرضـا والإخلاص ، أو أن يجعل من مرؤوسه شخصـاً كئيباً بائساً متذمـراً وسطحي الأداء والتفكير. (علاقي ، 2000م , ص 375 ) . إذن فالقائد هو الشخص الذي يتفهم بعمق متطلبات المهمة الوظيفية التي تقوم بها جماعته ويقوم هو بتوزيع الاختصاصات على أفرادها، ويسهم في إعطاء نماذج للقدرة في الإنجاز ويعمل على رفع روحهم المعنوية ويدافع عنهم،ويتوقف نجاح التنظيم الإداري في تحقيق أهدافه على قيام ا لقيادة الإدارية بوظائفها.( البدري ، 2001م , ص 51 ) . فمتى يكون هناك مؤسسة ناجحة لابد أن يكون هنالك قائـد ناجـح يقوم بدفع موظفيه للأمام والنجـاح ، فالقيـادة الإدارية الفعالة تعد سلعة قيمة في سوق يتميز بالندرة . (علاقي، 2000م , ص 377 ) . وتظهر تلك القيادة في المؤسسة وانعكاساتها على موظفيها من خلال النمط القيادي للمديرة , وتبدو أهمية القيادة بجلاء في مؤسسات رعايـة الفتيات ، كونهـا مؤسسات اجتماعيـة ، الهـدف من إنشاءهـا هو رعاية الفتيات المنحرفات وتقويم نفوسهن بالتربية الصالحـة وتدريبهن على بعض المهن وتعليمهن .(وزارة العمل والشئون الاجتماعية ،2003م , ص 99 ) . فالعمل في ذلك النوع من المؤسسات دقيق للغاية،وبالتالي لابد أن يكون هنالك موظفات ذوات كفاية عاليه ونفسيات معنوية جيدة ورضا وظيفي كبير،حتى ينعكس ذلك على عملهن وعطائهن، كون الموظفات يتعاملن مع (فتيات أحداث) أي فتيات ليس سويات أخلاقياً وفي سن حرجة،وليس تعاملهن مع أوراق أو آلات أو .... الخ. والمحرك في ذلك كله هو تلك القائدة (المديرة) لمؤسسة رعاية الفتيات، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن هنالك علاقة ذات دلالة إحصائية ما بين النمط القيادي والرضا الوظيفي للموظفين، كدراسة العامر (1996م) ، ودراسة عوده (1993م) ، ودراسة السبيعي(1996م) . وكما أن الرضا الوظيفي يتأثر بالنمط القيادي للمديرة أيضاً حيث أن ذلك النمط القيادي واختلافه من مديرة إلى أخرى يتأثر بالعديد من العوامل منها : المؤهل العلمي أو عدد سنوات الخبرة أو الدورات التدريبية أو البيئة التنظيمية ، كما أثبتت ذلك الدراسات السابق ذكرها . 1-2 مشكلة الدراسة : تعتبر مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة العربية السعودية من أهم المؤسسات الاجتماعية التي أنشأتها وزارة الشؤون الاجتماعية وتتولى إدارتها وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية بها ومتابعتها. وذلك عندما قرر مجلس الوزراء بالقرار رقم(868) بتاريخ19/7/1395هـ بإنشاء مؤسسة اجتماعية بالرياض لرعاية النساء المنحرفات وتدريبهن على بعض المهن واستكمال تعليمهن وتقويم أنفسهن بالتربية الصالحة،ومن ثم التدرج بإنشاء مؤسسات في مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية على ألا يزيد عمر الفتاة المودعة عن 30 عاماً.(وزارة العمل والشئون الاجتماعية ،2003م ,ص 99). من منطلق تلك الأهمية العظمى والرسالة النبيلة النزيهة التي تقدمها تلك المؤسسات لتلك الفئة من (الفتيات) والتي تقع على عاتق كل من يعمل بتلك المؤسسة والتي يكون أساسها والعضو الأهم بها هو الذي يديرها ويسير دفتها ألا وهو (المديرة). ولما كان النمط القيادي الذي تمارسه المديرة له تأثيره على المؤسسة والموظفين بها وعلى رضاهن الوظيفي ، ولما كان ذلك الرضا الوظيفي له انعكاساته على العمل الذي تؤديه الموظفة في تلك المؤسسة . من هنا كانت الحاجة ماسة إلى معرفة ذلك النمط القيادي الممارس من قبل مديرات مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة العربية السعودية وما هي العوامل أو الأسباب التي تؤثر على ذلك النمط القيادي هل هو: المؤهل العلمي أم عدد سنوات الخبرة أم الدورات التدريبية التي حصلت عليها المديرة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مدى العلاقة ما بين ذلك النمط القيادي الممارس والرضا الوظيفي للموظفات بالمؤسسة.