بناء القصيدة الوجدانية عند شعراء المدينة المنورة المعاصرين / رحمة بنت مهدي بن علي الريمي ؛ إشراف صاح جمال بدوي.
Author
$aالريمي، رحمة مهدي
Abstract
ملخص البحث من منظور الاهتمام بالأدب السعودي، والعناية به وبأدبائنا المعاصرين، أوقفنا دراستنا على نتاج شعراء المدينة المنورة الذي يشكل مادة أدبية متجانسة جديرة بالدراسة. وأقيم البحث على دراسة بناء القصيدة المعاصرة عند المدنيين الوجدانيين، حيث عالج العناصر الموضوعية والفنية المكونة لبنية القصيدة على مستوى الشكل والمضمون. والمتأمل في نتاج المدنيين يجده يحمل إلى حد كبير سمات المذهب في المضامين والأفكار، وكذلك في الشكل، فجاءت اللغة وجدانية محلقة حالمة متأثرة بلغة الحياة ومعطياتها المعاصرة، معبرة عن نوازع النفس، ومتجانسة مع المشاعر، فالنسيج اللغوي تصوير بالكلمات لأفكار الشاعر، وترجمة لوثبات خياله، وهو القابض على عناصر الشعر المختلفة. وتشكل مفردات اللغة من حيث الدلالة على المعاني المرتكز الأول في بناء القصيدة، حيث استوعبت التجارب الفنية بوسائلها الدلالية والإيحائية. وجاء دور الإيقاع الشعري كبيراً في البناء الشعري، فالقصيدة إيقاع قبل أي شيء آخر، ويأتي في البناء منسجماً مع العواطف، ثري الإيحاء. وقد تنوع التشكيل الموسيقي ليلائم توجهاتهم، مع غلبة القصيد على نماذج التشكيل الأخرى، الذي عدل كفة الميزان، حيث وجدوه يستوعب تجاربهم، مع ما صاحبه من تجديدات فنية داخل النص يؤازر بعضها بعضاً في وحدة البناء. وقام التصوير بدور كبير مستخدماً طاقات اللغة، وإمكاناتها لتجسيد المشاعر، والعمل على إقامة علاقات بين العاطفة والفكر والشعور واللغة والإيقاع، وكذلك الرمز الذي حمل طاقات هائلة من المشاعر والانفعالات. وجاء توظيف التراث منطلقاً جديداً في تشكيل الرؤية الفنية، حيث أفرغ على القصيدة قدراً من العراقة والأصالة، جنح بها إلى الشمولية والكلية، وساعد على إبراز مواقف الشعراء، ونهض بأداء معانيهم وأفكارهم، مفيدين مما فيه من معطيات تستجيب لها المشاعر. وقد تآزرت عناصر القصيدة في وحدة بنائية تضم علاقات وروابط داخل النص، تمنح القصيدة سمة العصرية. هذا ما أبانت عنه الدراسة في قسمين من ستة فصول تعددت مباحثها وجزيئاتها، وأسهمت دراسة العناصر الموضوعية والفنية بنصيب وافر في كشف التماسك البنائي للنصوص الشعرية في شعر المدنيين.