أقوال الإمام ابن قتيبة في التفسير من أول القرآن الكريم إلى نهاية سورة الأنبياء جمعا ودراسة /
Author
العنزي، علي بن جريد بن هلال
Abstract
لا يخفى على طالب علم فضلا عن عالم أهمية جمع أقوال العلماء، وحصر أرائهم في تفسير كتاب الله، وتزداد أهمية هذا الأمر إذا كان العالم ممن له عناية بالغة بكتاب الله تعالى، مع علو كعبه في هذا الفن، ثم تزداد الأهمية إذا كان كلام ذاك العالم مفرقا في بطون كتبه، مما يجعل الوصول إلى كلامه في الآية ومعرفة رأيه فيها فيه نوع تعسر وصعوبة. وهذه الأمور سائرها في الإمام ابن قتيبة، فهو عالم جهبذ رأس ليس في فن واحد، بل في فنون متعددة. وعلوم متباينة، مع عنايته بالأصلين الأصيلين، والوحيين الشريفين-كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم- ولا أدل على هذا من تصنيفه في مشكل القرآن وغريبه وهكذا في السنة المطهرة، فله فيها عدة مصنفات. فهو من الأئمة الذين يستحقون دراسة أقاويلهم، واستخراج ما تضمنته من علم غزير، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ~:"" وابن قتيبة هو من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة، وله في ذلك مصنفات متعددة . قال فيه صاحب"" كتاب التحديث بمناقب أهل الحديث"": وهو أحد أعلام الأئمة والعلماء والفضلاء أجودهم تصنيفا، وأحسنهم ترصيفا، له زهاء ثلاثمائة مصنف، وكان يميل إلى مذهب أحمد وإسحاق، وكان معاصرا لإبراهيم الحربي ومحمد بن نصر المروزي، وكان أهل المغرب يعظمونه، ويقولون : من استجاز الوقيعة في ابن قتيبة يتهم بالزندقة، ويقولون: كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه، فلا خير فيه . قلت: ويقال: هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة، فإنه خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة.