Abstract
وهدفت هذه الدراسة إلى تطوير محتوى منهج العلوم للمرحلة المتوسطة، في ضوء بعض مجالات التقنية المعاصرة،ثم قياس فاعليته بعد التطوير في تنمية التنّور التقني لدى طلاب الصف الثالث المتوسط في المدينة المنورة. ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي التحليلي ، والمنهج شبه التجريبي ، حيث تم بناء قائمة بأبرز المجالات التقنية المرتبطة بالحياة المعاصرة ،تضمنت بعض التطبيقات والمستحدثات التقنية التي انتشر استخدامها في مجتمع اليوم . وقد حُكمت القائمة من قبل مجموعة من الخبراء بلغ عددهم (36) خبيرا ، و قام الباحث ،بإعداد بطاقة تحليل لمحتوى منهج العلوم الحالي( للصف الثالث المتوسط) في ضوء تلك القائمة ،للتعرف على مدى توافر هذه المجالات وطبيعة وجودها ،و أبعاد التنّور التقني المتضمنه في المنهج . ثم قام الباحث بتطوير وحدة دراسية قائمة من كتاب العلوم للصف الثالث المتوسط ،من حيث أهدافها ،ومحتواها المعرفي ،و تنظيم هذا المحتوى وفق نموذج التصميم التعليمي الموسع ، والتركيز على تضمين أبعاد التنّور التقني، في محتوى الوحدة المطورة . ولقياس تأثير وفاعلية هذه الوحدة المطورة مقارنة بالوحدة القائمة في الكتاب ، تم تجريبها على عينة من طلاب الصف الثالث المتوسط في منطقة المدينة المنورة ،بلغ عددها ( 38) للمجموعة التجريبية و(38 ) للمجموعة الضابطة، واستخدم الباحث أداتين في هذه التجربة هما: مقياس للتنور التقني ، ومقياس للاتجاهات، وتم تطبيق هذه الأدوات قبليا وبعديا على المجموعتين ، وتم معالجة البيانات التي تحصلت عليها أدوات الدراسة ،من خلال عدد من الأساليب والطرق الإحصائية منها المتوسطات الحسابية، والنسب المئوية ، والانحرافات المعيارية ، واختبار ت (T-test) ومعادلات حجم الأثر وغيرها . وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها : 1/ أبرز المجالات التقنية التي يجب تضمينها في محتوى منهج العلوم، مرتبة حسب أهميتها من وجهة نظر عينة الخبراء كالتالي ( التقنية الزراعية والمياه ـ تقنية الاتصالات والمعلومات ـ تقنية الطاقة ـ التقنية الطبية ـ التقنية المنزلية والترفيه ـ تقنية المواد الجديدة ـ التقنية التعليمية ـ تقنية الفضاء ـ التقنية الحيويةـ تقنية المواصلات ـ التقنية المتقدمة ). 2/ نسبة التطبيقات التقنية التي تضمنتها موضوعات محتوى منهج العلوم ، بالنسبة لما ورد في بطاقة التحليل ( 35.9%) حيث تضمنت (28) تطبيقا تقنيا ،من مجموع ( 78) تطبيقاوردت في بطاقة التحليل. 3 / أكثر التطبيقات التقنية التي تم تناولها من خلال موضوعات محتوى هذا المنهج ،كانت تلك المرتبطة بمجال التقنية المنزلية والترفيه بواقع ( 10) تطبيقات وبنسبة بلغت ( 47.6%) و لم يتضمن المحتوى أي تطبيق ينتمي لمجال التقنية المتقدمة . 4 / كان تناول موضوعات الكتاب للتطبيقات والمستحدثات التقنية في مجمله تناولا ضمنيا وموجزا ، حيث شكلت تلك التطبيقات ما نسبته ( 67,9%) من إجمالي عدد التطبيقات التي تضمنها الكتاب. 5/ البعد المعرفي كان أكثر أبعاد التنّور التقني من حيث التناول في موضوعات الكتاب ،بنسبة بلغت (92,8 %) تليه البعد الاجتماعي بنسبة (21,4%) ثم المهاري بنسبة (10,7%) بينما لم يوجد ما يشير للبعد الوجداني والأخلاقي . 6/ وجود فروق ذات دلالة إحصائية ،في التطبيق البعدي لمقياس التنّور التقني ،ومقياس الاتجاه ، عند أبعاد التنّور التقني المحددة كلا على حده ومجتمعة ( ماعدا البعد الأخلاقي )، لصالح المجموعة التجريبية التي درست الوحدة الدراسية المطورة. 7/ فاعلية الوحدة الدراسية المطورة في تنمية التنّور التقني ،حيث بلغ حجم تأثير الوحدة المطورة بالنسبة لمقياس التنّور التقني (= 1,56 d) وبالنسبة لمقياس الاتجاه ( d=1,1) وهي قيم تدل على فاعلية كبيرة وفق مؤشر كوهين . وبناء على هذه النتائج قام الباحث بتقديم عدد من التوصيات ومنها : 1.تبني قائمة المجالات التقنية التي اقترحتها الدراسة الحالية ،وما تضمنته من تطبيقات ومستحدثات تقنية ،والاستفادة منها في عملية بناء محتوى منهج العلوم . 2. تبني الوحدة الدراسية المطورة والتي أثبتت فاعليتها ،وطريقة تنظيم المحتوى ،التي اتبعت فيها ،وتضمينها في كتاب العلوم للصف الثالث المتوسط ، والاستفادة منها ،عند بناء وحدات مشابهه في كتب العلوم للصفوف والمراحل التعليمية الأخرى. 3.التركيز على أبعاد التنّور التقني(المعرفية ،الاجتماعية،الأخلاقية ،المهارية ،الوجدانية) عند تضمين هذه المجالات التقنية في محتوى منهج العلوم . كما اقترح الباحث إجراء دراسات مماثلة لهذه الدراسة على مراحل تعليمية أخرى للبنين والبنات ، وكذلك إجراء دراسات حول مستوى التنّور التقني لدى التلاميذ في المرحلة الثانوية ومراحل التعليم العام الأخرى، وكذا على المعلمين.