ترجيحات الإمام ابن العربي في كتابه حكام القرآن : عرضاً ودراسةً من سورة المائدة إلى آخر الآية (34) من سورة التوبة
Abstract
الدوافع إلى اختيار هذا الموضوع كثيرة منها: 1- أهمية الموضوع؛ وذلك أنَّه قد كثرت المؤلفات في التفسير بيد أنَّ الذين اهتموا بذكر الراجح قلة قليلة، ومن هؤلاء القاضي ابن العربي ـ رحمه الله ـ في كتابه (أحكام القرآن). 2- مكانة مؤلف الكتاب؛ فهو إمام مفسر، محدثٌ، فقيه، أصولي، لغوي، أديب، ناقد، ويشهد لتضلعه بتلك العلوم كتابه هذا، كما يشهد بذلك المترجمون له. فهذه الكفاءة تكسب الترجيحَ قوة. 3- مكانة الكتاب وقيمته العلمية بين كتبِ التفسير عامة، وكتبِ الأحكام خاصة. ويتلخص ذلك في وجوه: أحدها: كونه أحدَ المصنفات الكبار في هذا اللون من التفسير (التفسيرِ الأحكامي). ثانيها: جودة عرض المؤلف لمادته؛ إذ يذكر الآية، ويقسم الكلامَ عنها إلى مسائل عدة، مضمناً كلَّ مسألة ما فيها من أقوال، ثم يقوم بنخلها( ) وتنقيحها( ) ـ أحياناً ـ ويرجح ما يراه راجحاً في الأعمِ الأغلب. ثالثها: أنَّه إلى جانب بيانه لآيات الأحكام يذكر أسبابَ النـزول، والأحاديثَ المرفوعةَ في معاني الآيات، والأحكامَ ذات الصلة بالآي ـ تصحيحاً وتضعيفاً ـ والناسخَ والمنسوخ، والمسائلَ اللغوية، والأصوليةَ، إلى غير ذلك من العلوم التي لها مساسٌ بالآيات التي تناولها تفسيراً. 4- البحث عن معرفة الراجح في معاني الكتاب العزيز وأحكامه من أهم مقاصد تحصيل العلم الشرعي، لذا كان الاشتغال به من أوجب الواجبات على طالب العلم. 5- هذا الموضوع يمثل لوناً من ألوان التفسير، وهو المسمى بـ ""التفسير المقارن"" الذي يعرض النصوص والآراء، ويوازن بينها، ويبين الراجح ويرد المرجوح. 6- كما أنَّه يسهم كثيراً في تحقيق القول الصواب في كثير من المسائل المختلف فيها في المعاني والأحكام، فعندما نطالع كتب التفسير والأحكام نجد حشداً كبيراً من الأقوال؛ منها الصحيح، ومنها الضعيف الذي لا دليل عليه، أو لا دلالة عليه فيما يذكر دليلاً له.