Abstract
الوقت هو حياة الإنسان , وهو عبارة عن ثواني ودقائق وساعات , هذا الوقت الذي يشكل الحياة التي نسير فيها , تختلف درجة أهميته والاهتمام به عند فئام من الناس , لذلك فإن جانب الحكم والقضاء اهتم بهذه الناحية عبر مسيرته , وإن اختلفت المسميات وتعددت الأغراض وتشعبت المسائل واستجدت بعض النوازل , المهم أن الأصل واحد متفق عليه , وهو المحافظة على الوقت والالتزام بالاهتمام به . بعد هذا كله أسير إلى حيث الموضوع الأصلي ومحور الحديث ؛ إلى موضوع المواعيد التي هي جزء من الوقت . فقهاء الإسلام لم يغفلوا هذا الجانب لكن لما كان القضاء في السابق سهل الإجراءات ؛ بسبب قلة القضايا,وقلة التحايل , وغلبة الصلاح على الناس في العصور السابقة , فلم يكن هناك حاجة لوضع مواعيد وآجال محددة لحضور الخصوم , وغيابهم , وشطب الدعوى , ووقفها ونحو ذلك . ولهذا فلا تجد الفقهاء يطيلون الكلام على الآجال والمواعيد القضائية ولا يفردون لها الأبواب والفصول وإنما كانوا يذكرونها ضمن أبواب الفقه المتفرقة . أما في النظام فقد أفرد المنظم في كل موضوع من مواضيع الدعاوى القضائية جزء مستقل يكون محور الحديث عن المواعيد بالإضافة إلى أن التطرق إلى المواعيد قد يكون بمادة مستقلة وقد يكون بفقرة من المادة . أما عن عنوان البحث فهو "" المواعيد الإجرائية في القضاء المستعجل والحراسة القضائية وحجة الاستحكام وتنحي القضاة "" وذلك بدراسة مقارنة بين ما ذكره فقهاء الإسلام حول هذه المواضيع من آراء . وتعليلات وبين ما ذكره المنظم من إجراءات لا سيما وإن المنظم بين في أحيان كثيرة ما يترتب عليه حكماً آخر لسير الدعوى في حال إخلاف الموعد . ومعرفة المواعيد الإجرائية في أي موضع وفي أي مجال من الدعاوى القضائية من الأمور المهمة , فإن عدم مراعاة الميعاد قد تحرم الإنسان من المطالبة بحقة ,إما لأنه لم يحضر في الميعاد المحدد مثلاً , أو لأنه لم يراع نهاية الميعاد بل تأخر عنه أو غير ذلك . هذا عن صلة الموضوع بالدعوى عموماً . إن موضوع البحث له صله وثيقة بالموضوع الخاص والمواضيع الخاصة للمواعيد في هذا البحث "" القضاء المستعجل , الحراسة القضائية , حجة الاستحكام , تنحي القضاة وردهم عن الحكم "" إذن يشكل الموعد جزء أساسي في مواضيع المرافعات . أهمية هذا الموضوع 1) تنبع أهمية هذا الموضوع من أهمية الوقت وأنه ثمرة الحياة وأن في المحافظة عليه محافظة على حياتنا . 2) حفظ حقوق الآخرين فالمواطن إذا عرف المواعيد الإجرائية لقضيته ساعده على حفظ حقوقه . 3) إن دراسة هذا الموضوع ومقارنته بالفقه الإسلامي فيه إثراء لجانب المرافعات الشرعية. 4) الفقهاء اهتموا رحمهم الله بجانب القضاء وأوله أهمية بالغة فألف فيه بعضهم كتب خاصة فكان ولابد من الاهتمام بمثل هذا الموضوع . أسباب اختيار الموضوع 1) إن هذا الموضوع لم يطرق من قبل في ضوء نظام المرافعات الشرعية السعودي فيما اعلم . 2) محاولة لم شتات مسائل هذا الموضوع المتفرقة في الكتب النظامية والكتب الشرعية . 3) تقريب هذه المسائل للباحثين والقضاة وغيرهم وذلك بجعلها في بحث مستقل . 4) شدة حاجتي وزملائي من الملازمين القضائيين والمحامين إلى معرفة نظام المرافعات الشرعية عامة وهذه الجزئية من النظام خاصة 5) أن من زملائي من تطرق إلى جزء من موضوع المواعيد في نظام المرافعات الشرعية ورغبتاُ مني في إكمال ما لم يتطرقوا إليه الباحث / بدر بن سليمان النصيان حيث تطرق إلى"" المواعيد الإجرائية المتعلقة بالدعوى قبل الحكم "" والباحث/ إبراهيم بن عبدا لله البطي أخذ ما يتعلق ""بالمواعيد الإجرائية المتعلقة بالدعوى بعد الحكم"" وكلاهما لم يتطرقا إلى ما سوف أتكلم عنه في بحثي .