Abstract
ملخص الرسالة : فإنَّ النقد العربي القديم نقد له مكانته, وما زالت كثير من جوانبه بحاجة للبحث والتقصّي, وذلك لكثرة المؤلّفات النقديّة, وامتدادها الزّمني, واختلاف مناهجها, وتعدُّد الآراء فيها, واختلاف المواقف, وتبدّل زوايا النّظر, وانعكاس ذلك بالتالي على النتائج, وهو ما آذن بشيء من الثراء الذي لا بدّ أن يستفاد منه, لا سيّما في تأصيل مرحلة نقديّة صعبة كما هو حال المرحلة المعاصرة. ويأتي بحث التلقي في النقد العربي القديم موضوعاً لم يجد العناية التي يستحقّها في النقد العربي الحديث, إذ لم تتراكم دراسات في هذا الجانب توحي بهذه العناية, وعند القياس مع ما أُتيح لمحوري المبدع والنصّ من دراسات, يتبيّن تضاؤل المساحة التي أعطيت للمتلقي, بالرّغم من الاهتمام الفائق الذي أبداه النقد العربي القديم بالمتلقي وقضاياه. وانطلاقاً من تبديد الفكرة التي ارتآها كثير من النقّاد العرب, بأنَّ المتلقي لم يحظ بمزيد عناية في النقد العربي القديم, اكتفاءً بما ورد على ألسنة أصحاب نظريّة التلقي الحديثة, من أنَّ المتلقي أُهمل في الآداب القديمة, ولتبيين خطأ هذه الفكرة وتفنيدها, وبيان أنَّ الآداب الأخرى إذا كانت قد أهملت محور المتلقي في تناولها, فلا ينطبق هذا الأمر بالضّرورة على النقد العربي القديم, لا سيّما وقد وُضعت مؤلّفات في ذلك النقد بالانطلاق من هذا المحور, فلِتبيين الرأي الصحيح في هذا الأمر, وللمساهمة في معالجة قضايا كانت تبحث متفرّقة, دون أن يُدرك عمق صلتها بالمتلقي, كان هذا البحث, تفنيداً للزّعم, وسدّاً للنقص