التثنية والجمع أحكامهما واستعمالاتهما في القرآن الكريم /
Author
سنوسي، إبراهيم إديكنلي
Abstract
فموضوع بحثي هو (التثنية والجمع أحكامهما واستعمالاتهما في القرآن الكريم ) قلت : ( التثنية والجمع ) لأهمية هاتين الظاهرتين في اللغات البشرية في الإيضاح والبيان عما أراده المتكلم، وهما لا يكادان يجتمعان في كثير من اللغات؛ استجابة لقانون لغوي عام: التيسير والسهولة . والعربية من اللغات القليلة التي تحتفظ بهاتين الظاهرتين احتفاظا قويا لأنها لغة البيان كما وصفها المولى عز وجل : ( بلسان عربي مبين ) ، وهي محفوظة من عند الله بحفظ كتابه العزيز : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقلت أيضا : ( في القرآن الكريم ) ؛ لأسباب : منها أنه هو المصدر الأول الموثوق به والمحفوظ من رب العالمين للعربية الفصحى . ومنها : أن هناك دراسات حول التثنية والجمع في العربية كـ: 1ـ دراسة سعادة الدكتور عبد الرحمن محمد إسماعيل بعنوان ( الدراسات الوافية لجمعي التصحيح والتثنية ) تناول سعادته هاتين الظاهرتين ـ من حيث القياس والسماع والاطراد والشذوذ ـ من الناحية النظرية . 2ـ ودراسة سعادة الدكتور عبد المنعم سيد عبد العال بعنوان ( جموع التصحيح والتكسير في اللغة العربية ) تحدّث سعادته فيها عن الجموع عامة وعن جموع التكسير خاصة . وقد جمعها من كتب المعاجم . 3ـ ودراسة سعادة الدكتور محمد بن عوض السهلي بعنوان (التجلية عن أحكام التثنية ) وتحدّث سعادته عن أحكام التثنية في النحو والصرف . 4ـ ودراسة سعادة الأستاذ عباس أبي سعود بعنوان ( الفيصل في ألوان الجموع ) التي هي عبارة عن القواعد العامة لجمعي السلامة وجموع التكسير ، ومعجم المفردات لكل بناء من أبنية الجمع. وقد جمعها من كتب الصرفيين والمعاجم . 5ـ ودراسة الطالبة عفاف بنت محمد سالم البار بعنوان ( جموع التكسير في القرآن الكريم ) التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير في اللغة ، و عمل الطالبة في هذه الدراسة عبارة عن إحصاء جموع التكسير في القرآن الكريم وذيلت بحثها بصفحتين تقارن فيهما بين ما ذكره النحويون من أحكام جموع التكسير وبين ما ورد في القرآن من جموع التكسير . ودراسة فضيلة الشيخ عبد الخالق عضيمة في كتابه الموسوم ( دراسات لأسلوب القرآن ) عبارة عن إحصاء المواد العلمية المتعلقة بالموضوع في القرآن الكريم ، وقد أفدت منها . أما هذا البحث فهو نظري تطبيقي يقصد دراسة الأحكام والاستعمالات الخاصة بالتثنية والجمع الواردة في القرآن الكريم . ومن القضايا التي سيتعرض لها البحث : ـ تثنية اسم الجمع . القياس يأبى تثنيته ؛ لأن الغرض منه الدلالة على الكثرة ، والتثنية تدل على القلة ، وجاء في القرآن الكريم تثنية اسم الجمع في آيات كثيرة منها : قوله تعالى : "" وما أصابكم يوم التقى الجمعان"" و"" فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا"" و "" لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا"" و""إنّما أُنْزِلَ الكتاب على طائفتين من قبلنا"" ـ التعبير بالجمع عن المثنى . جاء في القرآن الكريم عود ضمير الجمع على المثنى في آيات كثيرة منها : قوله تعالى :"" إنا معكم مستمعون"" وأراد به موسى وهارون ، وقوله تعالى: "" فإن كان له إخوة فلأمه السدس"" وأراد به الأخوين . وقوله تعالى : "" عسى الله أن يأتيني بهم جميعا"" ، وأراد به يوسف وأخاه . وقوله تعالى:""وكنا لحكمهم شاهدين"" وأراد به داود وسليمان ويتبع هذه المسألة خلاف العلماء في تحديد أقل الجمع . ـ التعبير بالمفرد عن المثنى كما في قوله تعالى "" وجعلناها وابنها آية للعالمين"" و "" رحلة الشتاء والصيف"" : أفرد لأمن اللبس ، ومثل هذا عند سيبويه محله الضرورة الشعرية . ـ وصف العدد الكثير بالمفرد المؤنث وجمعه كما في قوله تعالى : "" أياما معدودة "" و"" أياما معدودات"" . ـ جمع المصدر . يرى سيبويه أن المصدر لا يجمع بقياس واطراد قال في كتابه : ( واعلم أنه ليس كل جمع يجمع ، كما أنه ليس كل مصدر يجمع كالأشغال والعقول والحلوم والألباب ، ألا ترى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنظر ) و يجيز الفراء جمع المصدر قال في معانيه : ( وقوله:"" بمفازاتهم "" جمع ، وقد قرأ أهل المدينة "" بمفازتهم "" على التوحيد ، وكلٌّ صوابٌ . تقول في الكلام : قد تبين أمر القوم ، وأمور القوم ، وارتفع الصوت والأصوات ، ومعناه واحد . قال تعالى ""إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"" ولم يقل : أصوات ، وكلٌّ صوابٌ ) وجاء جمع المصدر في آيات منها قوله تعالى : ""ولي فيها مآرب أخرى"" و قوله "" فاذكروا آلاء الله "" وقوله "" وإلى الله ترجع الأمور