Abstract
تناولت في هذه الدراسة التي انتظمت في بابين سبقا بمقدمة وتمهيد، وتليا بخاتمة ثم فهرس؛ حضور شخصية عبد الرحمن الداخل في الشعر الحديث، فدرست في الباب الأول دلالات الحضور التاريخي التي جاءت في ثلاثة فصول؛الأول درس تشكُّلات الإشادة والإدانة بالشخصية وسياقتهما،والثاني درس الرؤيا الشعرية محاورها وتشكُّلا?ا وهي قضايا الواقع المعيش من خلال الدلالات السلبية والإيجابية لحضور الشخصية، والحلم المرتجى في مطلبيه الرحيل بالوطن والبحث عن الوطن الجديد، ومن ثم نقد الواقع العربي. وفي الباب الثاني درست الأبعاد الفنية في خمسة فصول هي: آليات استدعاء الشخصية، وأنماط البناء الفني، واللغة الشعرية وظواهرها الأسلوبية، وطبيعة الصورة الشعرية، والبناء الموسيقي. ثم ختمت الدراسة بذكر النتائج التي توصلت إليها وأهم التوصيات ومنها: 1 -حاجة الأمة العربية والإسلامية للبطل المنقذ الذي ينهض ?ا من وهد?ا، والتاريخ زاخر? بم?ثُل وشواهد? ،وشخصية عبد الرحمن الداخل من الشخصيات البطولية المُت?طلَّع إليها. 2 -حظ?ي? موضوع استدعاء الشخصيات التراثية بدراسات? أكاديمية قليلة قياساً إلى المنشور في مجلات ودوريات متخصصة، مع أن الدراسات الأكاديمية الضافية لشخصية بعينها أو أي معطى من معطيات التراث؛ ي?ع?د? بنتائج? نقدية ثرية. 3 -إن إجراء دراسات مقارنة بين الأجيال الشعرية في كيفية استدعاء التراث بصفة عامة، والشخصية التراثية بخاصة، مفتتح لكثير من الدراسات النقدية التي ستقف على نتاج شعري وافر. 4-ينبغي إعمال أدوات وآليات النقد الحديث ومدارسه المتنوعة كالبنيوية والتفكيكية والأسلوبية في موضوع استدعاء الشخصيات التاريخية والتراث بعامة. 5-رصد النظرة النقدية الجائرة- غالباً- في موضوع استدعاء الشخصيات التاريخية على المراحل الشعرية المتقدمة في العصر الحديث باعتبارها تفتقد تكنيكات التوظيف الفني، وينبغي التروي والإنصاف إذ لا يجب الحكم على المرحلة الشعرية إلا وفق ظروفها وسياقا?ا التاريخية، والاجتماعية، والفنية، والفكرية التي تبرز شخصيتها الفنية. 6-تطور تقنيات القصيدة المعاصرة باعتمادها الإمتاع الفكري عن طريق آليات فنية وأسلوبية تجعل القارئ متلقياً إيجابياً يشارك في قراءة القصيدة قراءة إبداعية متممة للدلالة ومن ثم يجب إبراز الفوارق بين القصيدة القديمة والحديثة والمعاصرة ولاسيما المستدعية للتراث. 7-ملاحظة الفارق بين الطرح النسوي والطرح الذكوري في كيفية استدعاء شخصية عبد الرحمن الداخل، حيث بدا الطرح النسوي متسماً بالغنائية والاسترسال السردي، بينما يتصف الآخر بالإحكام والإفادة من أساليب الرمز والتناصات، كما يتميز في الغالب بالانفلات من قبضة الغنائية. من هنا ينبغي الاجتهاد في هذه التوصية والتوسع في مناقشتها إثباتاً أو نفياً. 8-تبين وجود الفارق في الطاقات الدلالية لشخصية عبد الرحمن الداخل ما بين التجارب الشعرية للمدارس والاتجاهات الأدبية في الشعر العربي الحديث. مما تأثث عليه وجود الفارق بين عمليتي التسجيل والتوظيف. 9-ضرورة الابتعاد عن التصنيف الطبقي للقضايا النقدية باعتبارها موضوعات تقليدية لا يجب أن يمسها الناقد الحداثي أو البنيوي، بينما تصنف بعضها باعتبارها قضايا حداثية ملحة تستوجب النقد الحداثي أو البنيوي وما يشبهه، فالنقد يجب أن يكون محايداً، ومن هنا نوصي بتخصيص جهود نقدية مكثفة لدراسة الجوانب الفنية في موضوع استدعاء التراث حدثاً،وشخصيات? ،ومواقف، ونصوص، ودراسة كل جانب فني على حده، إذ ستنضوي على كثيرٍ من الكشوف والنتائج المثيرة على مستوى النقد المعاصر.