استفهامات القرآن الكريم الواردة في تقرير التلازم بين الربوبية والألوهية وآثارها الدعوية : دراسة تأصيلية تحليلية
Author
الحربي، عبد الرحمن بن عايد بن عوض الله
Abstract
ولما كانت الدعوة الإسلامية دعوة خالدة تخاطب الناس في كل زمان ومكان منهجها القرآن الكريم، وهو دستورها القويم ومصدر أساليبها ووسائلها التي تتوجه إلى العقل والقلب فتبرهن على صدقها بالحجج القاطعة والبراهين المعجزة، وحيث أن من متطلبات الحصول على درجة (الماجستير) كتابة رسالة علمية، فقد استعنت بالله تعالى على الكتابة في موضوع ( استفهامات القرآن الكريم الواردة في تقرير التلازم بين الربوبية والألوهية وآثارها الدعوية) كأسلوب دعوي له أصل في كتاب الله – عزَّ وجل – وفي سنَّة نبيه . أهمية الموضوع وسبب اختياره تتبين أهمية موضوع البحث من خلال الفقرات الآتية : 1- ارتباطه القوي بأساس الدين وأصله وهو توحيد الألوهية، فلقد خلق الله الجنَّ والإنس لعبادته فهو الغني وهم الفقراء إليه، وليحققوا العبادة له خالصة من كل مظاهر الشرك، قال تعالى ﮋﭳ ﭴﭵ ﭶﭷ ﭸﮊ (الذاريات:56)، ولهذه الغاية أرسل الله الرسل – عليهم السلام -، وأنزل الكتب، ودعا إلى التدّبر والتفكُّر في ملكوت السماء والأرض، والاعتبار بمصائر الأمم السابقة ممن كذَّب وأعرض عن دعوة الحق، قال تعالى ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮊ (النحل:36). 2- إن على الداعية إلى الله تعالى الاستفادة من أساليب القرآن الكريم ووسائله، فهو منهاج العقيدة الصحيحة، ومصدر التشريع القويم ومنطلق الدعوة وأساسها، قال تعالى ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ (الإسراء:9). 3- إن التوحيد بأنواعه الثلاثة، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، هو مقصد الدعوة الأعظم، وإن إنكار نوع منها يؤدي إلى فسـاد الاعتقاد، قال تعالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ(مريم:65)، فهذه الآية الكريمة جمعت أنواع التوحيد الثلاثة، فتضمّنت ربوبية الله تعالى، والأمر بعبادته، ونفي الشبيه والمماثل لأسمائه الحسنى وصفاته العلى.