Abstract
فإن العقيدة الإسلامية هي الأصل الذي تبنى عليه جميع مطالب الدين، والتي لا تستقيم حياة العبد إلا به، فلا حياة ولا نعيم ولا سعادة إلا بتحقيق هذا الأصل العظيم؛ لذا كان واجباً الاهتمام بدراسة العقيدة الإسلامية الصحيحة حتى ينجو العبد في الدنيا والآخرة. وقد كان المسلمون حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وصدر من عصر الصحابة رضوان الله عليهم على تلك العقيدة السليمة، عقيدة مبنية على الكتاب والسنة، المصدرين العظيمين، بهما يحتجون، وإليهما يتحاكمون، ولما بدأ ظهور البدع ظهرت بدايات الصوفية، تلك الطائفة التي كان لها الأثر السيئ على عقيدة الأمة الإسلامية، بما أدخلوه من مسائل ليست من الإسلام في شيء، ولم يقل بها أحد من علماء المسلمين، وأظهروها بزخرفهم على أنها من الإسلام، فأفسدوا العقول، والعقائد، ونشروا الخرافات، والدجل، والشعوذة. وكان لهؤلاء الصوفية بدع أحدثوها، ورسوم التزموا بها، وطرق أحدثوها تنوعت بتنوع مشايخهم، واختلاف بدعهم، وإحداثاتهم، ولقد بلغت هذه الطرق عدداً كبيراً لا يُحصى إلا بكلفة، ولكن أمهات الطرق الصوفية هي: الجيلانية، والرفاعية، والشاذلية، والتيجانية، ولكل منها فروع، وفروع للفروع تنوعت وانتشرت في العالم الإسلامي. ولذلك كان من اللازم على المختصين العناية برد باطل هذه الطرق، وكشف زيفها، وإيضاح فساد معتقداتها، وأفكارها حتى لا يغتر بها المسلمون، وقد اخترت إحدى هذه