دور النشاط الطلابي بالمرحلة الثانوية في توعية الطلاب بالقضايا المعاصرة من وجهة نظر رواد النشاط
Author
الزهراني، حسن بن عبد الرحمن بن خاتم
Abstract
تؤكد التربية الحديثة على أهمية الأنشطة المختلفة ، كمجال رحب لتلبية حاجات المتعلم وميوله،إيمانا منها بالوظائف المتعددة التي تؤديها في العملية التربوية. ولقد علق المربون والباحثون في التربية أهمية كبرى على النشاط ودوره في النمو الطبيعي للطالب من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، وأوجه النشاط التي توفرها المدرسة لطلابها داخل جدرانها وخارجها حتى تحقق لهم أقصى نمو ، وللمجتمع أقصى فائدة(7 : 31) . وتعتبر الأنشطة الطلابية ميداناً فعَّالاً وخصباً في تنمية العلاقات والقيم الاجتماعية والخلقية من خلال الخبرات العملية التي توجد في الأنشطة الجماعية مثل: المعسكرات ، والتمثيل المسرحي للمناهج ، والمقصف المدرسي ، وخدمة البيئة المحلية ، والأعمال التطوعية ، فهي تقدم فرصاً واسعة ومنظمة وهادفة لتنمية وتوثيق العلاقات الإنسانية بين الطلاب، وإكسابهم عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم ، وتحقيق المواطنة الصالحة لهؤلاء الطلاب . وقد توصلت دراسة (برجين Bergin) إلى أن الأنشطة الطلابية التي يمارسها طلاب المدارس العليا عقب الانتهاء من المدرسة تعد أكثر فاعلية وترفيهية وخاصة في مجال العلاقات الاجتماعية(26 : 459) . وتؤكد الأنشطة الطلابية التعلم النظري وتعززه ، ويتحقق ذلك عن طريق ربط المعرفة بمدلولها العلمي بعيداً عن مقاعد الدرس ورتابة اليوم الدراسي . فيتعلم الطلاب من خلال الأنشطة أشياء يصعب تعلمها في الفصل مثل: التعاون مع الغير، وتحمل المسؤولية ، والصبر والمثابرة ، واحترام العمل اليدوي ، حيث تهيِّئ للطلاب مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة(11 : 47) . وتؤدي ممارسة الأنشطة إلى إشباع حاجات الطلاب إلى التجريب والاستطلاع وحب المغامرة، وتنمية الأصالة، والابتكار، والتدريب، والتمرس على القيادة ، ويؤدي النشاط أدواره ، ويحقق أهدافه عن طريق جماعات النشاط ، والتي تختصّ كل جماعة منها بنشاط معين . وأصبحت جماعات النشاط ، ضرورة حتمية تتطلبها الظروف المدرسية، كما أن النشاط وسيلة أساسية لتحقيق الكثير من أهداف التربية إذا نُظِّم تنظيماً صحيحاً تحت إشراف سليم وإدارة واعية(6 :147) ومن ثم فينبغي الاستفادة من برامج الأنشطة في تحقيق الأهداف التربوية للمدرسة التي تغيرت وظيفتها من تلقين المعلومات إلى إعداد الطالب للحياة بحيث يسـاهم مسـاهمة إيجابية وفعالة ، وتدريبه على المهارات المطلوية لهذا الدور(19 : 1) . ويعني هذا أن التكيف مع البيئة ومع المتغيّرات المتلاحقة من الأهداف الرئيسيَّة للتربية حتى ينعم الإنسان بالاستقرار والانسجام ، ويضمن لنفسه استمرار الحياة وتطويرها . ولذلك ينبغي أن تعطي الأنشطة الاهتمام المناسب من جميع النواحي التخطيطيَّة والتنفيذيَّة والتوجيهيَّة والتقويميَّة داخل إطار من التفاهم المتبادَل ، والتنسيق بين المؤسّسات التعليميَّة ، وجميع جهات الاختصاص المعنيَّة