Abstract
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد: فيعد صوت الهمزة من أكثر الأصوات التي أهتم بها علماء اللغة العربية قديماً وحديثاً فأفردوا له الفصول والأبواب بل الرسائل والكتب الخاصة, وذلك لما كان لهذا الصوت من أهمية اتسم بها عن أصوات اللغة العربية الأخرى, سواء في المخرج أو في الصفات أو في الظواهر الصوتية المختلفة والتي تميزت بها قراءة حمزة بن حبيب الزيات واشتملت على أكبر قدر منها وهذه الدراسة ( الظواهر الصوتية المتعلقة بالهمزة في قراءة حمزة بن حبيب من طريق الشاطبية ) من أبرز أهدافها تقديم دراسة بينية تكاملية جمعت فيها أقوال العلماء قديماً وحديثاً سواءً في مخرج الهمزة, أو في صفاتها المختلفة, أو في ظواهرها الصوتية بحيث جُمع شتات هذه الموضوعات من كتب علماء اللغة العربية القدماء نحاةً وصرفيين ولغويين كما كان لأصحاب التجويد وأصحاب القراءات إضافات بارزة لم تكن لتهمل في هذه الدراسة التكاملية, ثم كان النظر والإمعان في آراء علماء اللغة المحدثين الذين برزوا في علم الأصوات فكان المنهج الوصفي لما أضافوه وشرحوا معضله ثم كان المنهج المقارن بين القدماء وما توصلوا إليه مع فضل السبق لهم وما توصل إليه المحدثون مؤيدين من سبقهم في جل أقوالهم مع ما أضافوه من زيادات واكتشافات أيدها العلم الحديث بمعامله وأجهزته الصوتية المختلفة. أما الظواهر الصوتية في قراءة حمزة بن حبيب فقد تم تبوبها بمنهج مختلف عما كانت عليه في كتب القراءات قديماً وحديثاً حيث اعتمدت كتب القراءات على توزيع هذه الظواهر تمشياً مع شرح الشاطبية فكان على الباحث أن يجمع تلك الظواهر من سياقاتها المتعددة ويجعلها في أطر موحدة لكل ظاهرة, فأتت هذه الظواهر بحلة جديدة ميسرة للدارسين بحيث لم يسبق جمعها صوتياً على هذا النحو ـ حسب اطلاع الباحث ـ وكان المنهج الاستقرائي والوصفي هو المعتمد لجمع شتات هذه الظواهر من كتب القراءات المختلفة, مع ما أضيف إليها من كتب اللغة وكتب الصرفيين من إضافات حسنة, أما المنهج المقارن فقد اعتمد في عدة مواضع سواء في المقارنة بين أقوال اللغويين والصرفيين وأقوال علماء القراءات, أو بين راويي حمزة بن حبيب: خلف بن هشام, وخلاد بن خالد, أو بين الظواهر بعضها من بعض, ثم كان المنهج التطبيقي في تطبيق تلك الظواهر على قراءة حمزة بن حبيب في كتاب الله تعالى, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.