جاء اختيار دراسة أحاديث الدُّعاء في الصحيحين دراسة لغويّة لتكون موضوعاً لرسالة الدكتوراه لعدة أسباب ، منها : 1ـ خدمة الأصل الثاني من أصول اللغة العربية ، وهو الحديث النبويّ الشريف . 2ـ الإسهام في إبراز خصائص لغة الحديث النبويّ . 3ـ الوقوف على الأساليب اللغوية من خلال النصوص الأصيلة . 4ـ الرغبة في رصد الظواهر اللغوية المتعلقة بألفاظ الدُّعاء وتراكيبه . 5ـ شيوع أسلوب الدُّعاء في الحديث النبويّ . 6ـ الرَّغبة في دراسة موضوع له صلة بواقعنا اللغوي العصريّ ، والدُّعاء من الأساليب اللغوية التي تتناول شؤون الحياة المختلفة ، فالمسلم لا غنى له عن دعاء خالقه ومولاه ، فهو في حاجة ملحة إلى الدُّعاء ، و (( الدُّعاء هو العبادة )) كما قال النبيّ  وهو الصلة بين العبد وربه . 7ـ أنّ أحاديث الدُّعاء في الصحيحين ، لم تفرد بالدراسة اللغوية ، فيما أعلم . منهج الدراسة : اعتمدت الدراسة المنهجين الوصفي التحليلي ، والوصفي التاريخي ، فالدراسة رصدٌ للظواهر اللغوية في الأحاديث النبويّة الدُّعائيّة ، فهي بحاجة إلى وصف تلك الظواهر في اللغة، ثم وصفها في الحديث النبويّ ، وتحليلها من حيث تحديد نوع الظاهرة، وترتيبها ترتيباً موضوعياً بحسب مجالها الصوتي ، أو الصرفي ، أو النحوي ، أو الدلالي ، والمنهج الوصفي التاريخي أفادت منه الدراسة في بيان دلالات ألفاظ الدعاء ، والتغير الدلالي الذي طرأ على بعضها ، والتأصيل اللغوي للألفاظ الإسلامية ، ودراسة المركّبات في أسلوب الدعاء ، كما أفادت منه الدراسة في تأصيل ظواهر لغويّة أخرى . وسرت في هذه الدراسة على الخطوات التالية : 1ـ جمع نصوص الدراسة ( أحاديث الدّعاء ) من الصحيحين ، معتمداً على ترقيم محمّد فؤاد عبد الباقي للأحاديث في الصحيحين ، وذلك في فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، وصحيح مسلم . 2ـ جمع الألفاظ والتراكيب من الأحاديث التي تشتمل على الدُّعاء بمفهومه المذكور في التمهيد ، وتصنيفها ودراستها وفق ما جاء في الخطة . 3ـ ذكر ما ورد في ألفاظ أحاديث الدعاء وتراكيبه من آراء وتوجيهات للغويين ، وتوثيق تلك الآراء والتوجيهات من مظانها ومصادرها . 4ـ الترجيح بين الآراء المختلفة . 5ـ عزو الآيات القرآنية إلى سورها ، وبيان أرقامها .