أحكام الغرق في الفقه الإسلامي
فإنه بعد هذا التطواف بين مسائل الغرق وأحكامه في الفقه الإسلامي أذكر نتائج ما توصلت إليه من المسائل، وإن كان النظر البشري قاصر، ولكنه جهد مقل على ما يأتي: 1-أن من مات غرقاً فإنه يعتبر شهيداً، وأنه يغسل بتحريكه بنية الغسل ثلاثاً. 2-أن الغريق كغيره من الموتى يصلى عليه كما يصلى على الموتى. 3-أن الفقهاء أجمعوا على دفن الميت وأنه يتعجل بالدفن، إلا أن المالكية يقولون بتأخير من مات غرقاً حتى يحصل اليقين بالموت. 4-أن المتوارثين إذا ماتا بالغرق، فإنه اختلف العلماء فيهما والراجح أنه لا توارث بينهما إذا لم يعلم ترتيب موتهما؛ لأن من شرط التوريث العلم بحياة الوارث بعد موت المورث وهو غير معلوم. 5-أن الجناية بالغرق ترجع إلى حسن السباحة وعدمها. 6-أنه إذا غرق المطلوب بسبب هربه من طالبه فإن عليه الضمان؛ لأنه هلك بسببه. 7-أن من تعمد خرق السفينة فغرق ما فيها فإن عليه الضمان إذا تلفت أو أرشى النقص إذا لم تتلف. 8-إذا غرق المتعلم في يد من يعلمه السباحة فإن كان مفرط ضمن وإلا فلا. 9-اتفق الفقهاء على أن المسلم يأثم بتركه إنقاذ الغريق. 10-أنه يصح قطع الصلاة والإفطار لإنقاذ الغريق كما قالت الحنابلة. 11-أن الصيد إذا وقع في الماء فغرق لم يؤكل بالاتفاق إذا كان الماء المؤثر في موته وإلا فلا. 12-أن أقرّ العلماء أنه إذا غرقت العين المؤجرة بالكلية فإن الإجارة تنتهي بهلاك العين المؤجرة. 13-أن ما ألقاه الركاب في البحر خوفاً من الغرق يكون لصاحبه بلا نزاع. 14-أن من ألقى متاعه لنجاة السفينة من الغرق بفعله، فلا ضمن على أحد، وإن ألقاه وضمنه غيره فعليه الضمان. 15-أنه إذا وقعت السفينة المنحدرة على الصاعدة فغرقتا وكان بسبب غير الرياح فإن الضمان على المنحدرة. 16-أن عدة المفقود عنها زوجها بالغرق أربع سنين، ثم تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام. 17-أن الصلاة في السفينة قاعداً إذا كان هناك عذر. 18-أن من نجا هو أو ماله من الغرق يشرع له سجود الشكر. تلك أبرز الأمور التي توصلت إليها من خلال البحث في هذا الموضوع.