الأحاديث و الآثار الواردة في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني 773ـ 852هـ من أول كتاب الصلاة إلى باب الصلاة في السطوح و المنبر و الخشب: جمعاً و تخريجاً ودراسة
فهذا بحث أتقدم به إلى قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات بجدة لنيل درجة الماجستير بعنوان (الأحاديث والآثار الواردة في فتح الباري شرح صحيح البخاري ) وهو بحث يتعلق بتخريج الأحاديث و الآثار ودراستها . ولا يخفى على ذي لب أهمية العمل بتخريج الأحاديث , فالعمل في خدمة السنة كما قال بعض العلماء ( ) : "" من أبرك العلوم و أفضلها وأكثرها نفعاً في الدين و الدنيا بعد كتاب الله ـ عز وجل ـ أحاديث رسول الله , لما فيها من كثرة الصلوات عليه , وإنها كالرياض و البساتين تجد فيها كل خير وبر وفضل وذكر "" . وقــــــال الإمــــــــام ابن الصــــــلاح ( ) ـ رحمه الله ـ : "" وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة , وأنفع الفنون النافعة , يحبه ذكور الرجال و فحولهم , ويعنى به محققوا العلماء و كملتهم , ولا يكرهه من الناس إلا رُذالتهم و سفلَتُهم "" . و أهميته تكمن في معرفة فن التخريج , وما ينبغي على كل مشتغل بالعلوم الشرعية أن يعرفه و يتعلم قواعده وطرقه , ليعرف كيف يتوصل إلى الحديث في مواضعه الأصلية . كما أن فوائده كبيرة لا تنكر , لا سيما للمشتغلين بالحديث وعلومه , لأنه بواسطته يهتدي الشخص إلى مواضع الحديث في مصادره الأصلية التي صنفها الأئمة , كما قال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ ( ) : "" كان بعض شيوخنا يقول : من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ و ليأخذ قلم التخريج "" . والحاجة إليه ماسة من حيث إنه لا يسوغ لطالب العلم أن يستشهد بأي حديث أو يرويه إلا بعد معرفة من رواه من العلماء المصنفين في كتابهم مسنداً , كما أنه يوسع من الأفق العلمي , ويساعد الباحث على مطالعة أساليب العلماء في العزو والجرح و التعديل و الاستنباط أيضاً , كصنيع الإمام البخاري في تراجم أبوابه وغيره.