الأحكام الفقهية المتعلقة بالمسافة في العبادات
أهمية الموضوع وفائدته: تتمثل أهمية الموضوع وفائدته في النقاط التالية: 1- أن فيه جمعاً للأحكام المتفرقة المبنية على أمر واحد، وهو تقدير المسافة ومحاولة ضم بعضها إلى بعض. 2- مسيس الحاجة لمعرفة الأحكام المتعلقة بأبواب العبادات، والتي تؤثر المسافة في حكمها؛ وذلك راجع إلى تأثير المسافة في الأحكام الشرعية، حيث علق الشارع بها كثيراً من الأحكام0 - أسباب اختياره: إضافة إلى ما تقدم ذكره في أهمية الموضوع وفائدته، تبرز أسباب الاختيار في: 1- جدة الموضوع، فهذا الموضوع لم يُسبق بحثُه على هذه الكيفية، وإن كان موجوداً في ثنايا أبواب الفقه المتفرقة. 2- الفائدة العلمية التي تَعُود على الباحث، وذلك بالاطلاع على أبوابٍ متفرقةٍ من الفقه لإخراج جزئيات هذا الموضوع، ودراستها دراسة متكاملة تحت إطار واحد. التمهيد: بيان مفردات العنوان، وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: التعريف بمفردات العنوان. وقد عرَّفت بكُلٍ من الأحكام والفقه والمسافة، وبينت أن المسافة ليس لها تعريفٌ في الاصطلاح، وإنما تعرف وتتّضح ببيان المقادير والمقاييس كالميل والفرسخ ونحوها فبتعدادها تتبين المسافة وتتضح. المبحث الثاني: الألفاظ ذات الصلة بالعنوان. والمراد بها الألفاظ ذات الصلة بالمسافة، والتي يذكرها الفقهاء في تقدير المسافات، وهي المقاييس التي تتعلق بالأطوال؛كالبريد والميل والفرسخ والذراع والأصبع وغيرها، وهذه هي المقاييس التي تتعلق بالمسافات0 المبحث الثالث: تقدير المقاييس المسافية القديمة بالمقاييس الحديثة. وبينت فيه أنّ النواة الأساسية التي يُنطلق منها لكي تتفتح لنا معرفة التقديرات المعاصرة للمقاييس القديمة جميعاً؛ هي معرفة الذراع الشرعي، وقد قدره جمهور الفقهاء بـ: أربع وعشرين أصبعاً معتدلةً معترضةً، والأصبع ست شعيرات معتدلات معترضات؛ وبهذا نتمكن من الوصول إلى تقويم المقادير القديمة بالمقادير المعاصرة. إذا تقرر هذا فنقول: الذراع الشرعي يُقدّر بالسنتيمتر بثمانية وأربعين سنتيمتراً، وعليه فتكون مسافة القصر عند الجمهور بالتقدير المعاصر = (80.64) كيلاً. وبيان ذلك؛ أن يقال: بأنه إذا كان الميل = 3500 ذراعٍ، والفرسخ = 3 أميالٍ، والبريد =4فراسخ، ومسافة القصر عندهم أربعة برد. فتكون المسافة بالتقدير المعاصر = 48 × 3500 × 3 × 4× 4= (8064000) سم، وهي بالأمتار= (80640)، وبالأكيال المعاصرة = (80.64) كيلاً.