وإن من أهم أبواب المعاملات في الفقه الإسلامي باب الشركات التى انتشرت في هذا الزمان, وتنوعت أنشطتها, حتى كادت تسيطر على جل العقود التجارية الكبرى, مما يستدعي لزاما بحث جوانب متعددة من متعلقاتها, لعل من أبرزها الأحكام المتعلقة بالربح والخسارة في الشركات , فمن هنا جاءت فكرة البحث, فاستعنت بالله _ جل وعلا _ ليكون ذلك هو موضوع بحثي التكميلي لمرحلة الماجستير, آملا بإذن الله أن يكون هذا البحث لبنة نافعة بتأصيل فقهي قويم في هذا الباب, والله أسأل أن يمدني بتوفيقه ويحوطني بتسديده إنه سميع مجيب . أهمية الموضوع وأسباب اختياره: 1_ تعلقه بالمعاملات المالية, ولا يخفى حاجة الناس إلى تبيان أحكامها ليكونوا على بصيرة من أمر دينهم. 2_ الانفتاح الكبير الذي شهدته الأسواق المالية, خصوصا ما يحوي رؤوس لأموال مشتركة, وحداثة بعض النظم التي تبين نصيب كل واحد من الشركاء من الربح, ومسؤوليته من الخسارة, مما يستدعي البحث عن مدى موافقتها لأصول الشريعة الغراء. 3_ كثرة المخالفات الشرعية الحاصلة من كثير من الناس في هذا الباب, مما استدعى بيان أحكامه. 4_ حاجة المؤسسات المالية المتبنية للنظام الإسلامي في معاملاتها لمعرفة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات, وما يحق لها اشتراطه في هذا الباب. 5_ أهميته القضائية في الفصل بين الشركاء عند تنازعهم في استحقاق الربح ومسؤولية الخسارة