الإجراءات الاحتياطية في نظام المرافعات الشرعية : دراسة مقارنة بالفقه الإسلامي /
المستخلص: فإن الشريعة الإسلامية تتميز بعدة خصائص عامة، وتنبني على مجموعة من الأصول والقواعد، تميزها عن غيرها من الشرائع، هذه الأمور كلها مكنت المجتهدين من الوقوف على أسرار الشرع، والتأمل في فلسفته التشريعية، كما زودتهم بآليات للاجتهاد تتماشى مع روح الشريعة الإسلامية ومقاصدها. ومن هذه الأصول: الاحتياط، هذا الأصل الذي يكتنفه الكثير من عدم وضوح الرؤية بسبب تشعب قضاياه وتفرقها في كثير من أبواب التشريع الإسلامي، خاصة الفقه وأصوله، بالرغم من أن المجتهدين عرفوا هذا الأصل وبنوا عليه مذاهبهم ـ على تفاوت بينهم في العمل به ومن أهم أولئك الفقهاء الإمام مالك، الذي يعتبر من أكثر الفقهاء إعمالا لهذا الأصل، في كثير من فتاويه واجتهاداته. ونظرية الاحتياط تتوقف على استقراء تفاصيل الشريعة وجزئياتها الكثيرة، فإن من تصفح أحكام الشريعة ونصوصها في مختلف مجالاتها، يدرك أنها دائرة حول أصلين: أصل التخفيف في التكليف، وأصل الاحتياط ومن نظر إلى آثارها ونتائجها، يرى أن لها تأثيرا كبيرا وواضحا يساهم في وضع وبلورة تصور شامل ومتكامل عن الشريعة الإسلامية، وعن قصد الشارع من عنايته بهذه الأصول والكليات والقواعد، ومدى تأثيرها، والإضافات التي تقدمها في حقل التشريع ككل( )"" .