الإمام هشام بن حسان ومروياته في كتب السنة : دراسة نقدية تعليمية / عبد الله بن غالي بن عليان أبو ربعة السهلي.
رأيت أهمية علم الرجال لطالب الحديث ، وتبصرت أثره البالغَ على الحكم على الحديث ، وأنه إن لم يتقنه فإنه سوف يقع في أخطاء فادحة لا تحمد عقباها، قد يكون من ثمارها المريرة تصحيح ما لا يصح من كلام النبي وجعله شرعة يدان الله بها في الأرض ويعمل بمقتضاها المرء، أو تضعيف الأحاديث الصحيحة وإلقاء كثير منها في مهاوي الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وإنما ذلك لشبهة رخيصة، وأخذ للكلام على عواهنه، وعدم إعطاء البحث حقه، ونصيبه من التحقيق العلمي الرصين، وتخاذل عن دفة التدقيق والتحرير، بله طلب الأمور قبل حينها، وأكل للثمار قبل بدو صلاحها . وإنه مما هو من سبيل هذا النوع من علم الرجال، معرفة سماع الراوي عن شيخه، فإنه إن تحقق للحديثي سماع الراوي لشيخه حكم بصحة الحديث – وذلك بالتأكيد بعد استكمال باقي الشروط، وانتفاء جميع الموانع- لكن إن ثبت بعد التحقيق والتنقيب أن الراوي لم يسمع ممن روى عنه مطلقاً، أو أنه سمع بعض الأحاديث دون بعضها الآخر، فإنه والحالة هذه يجب عليه رد تلك الأحاديث التي لم يسمعها من شيخه ولا يعتد بها .