ملخص البحث : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم .. وبعد : فقد اشتمل هذا البحث على تمهيد وبابين : في التمهيد درس الباحث مكانة شعر هذيل في التراث، وخص التراث البلاغي بزيادة بحث،وظهر من خلال ذلك أنّ شعر هذه القبيلة له مكانة عظيمة عند العارفين بالشعر ،ولكنّ تلك المكانة لم يقابلها حضور لهذا الشعر على خارطة البيان العربي. الباب الأول : كان دراسة لأهم القضايا الخلافيّة، وقد تناول فيه الباحث بعض القضايا الخلافيّة في باب الإنشاء والتي لها عُلْقة بالتطبيق، في الفصل الأوّل منه تحدّث الباحث عن قضية الفرق بين الخبر والإنشاء كمدخل أساسي للبحث ،وفي الفصل الثاني توقّف الباحث عند الهمزة وهل وأثرهما في بناء الجملة ،وذكر آراء العلماء فيهما وخاصّة سيبويه والإمام عبد القاهر الجرجاني ،وفي الفصل الثالث درس الباحث وجْه دلالة الإنشاء على غير معانيه الأصليّة وذكر في ثنايا ذلك وقْت إثارة تلك القضيّة ،وكيف أنّها لم يُبت فيها بالرغم من أن العلماء فصّلوا القول في أمور أقلّ منها حيويّة بالنسبة لمقاربة النصوص الأدبيّة ،وفي الفصل الرابع توقف الباحث عند دخول الهمزة على حروف العطف ،وبيّن آراء العلماء فيها، وفي الفصل الأخير تحدّث الباحث عن نداء المعنى وعرض لآراء العلماء وكيف أنّهم أحسوا ببلاغة المعنى مع مخالفة الصياغة نحويّا. والباب الثاني كان دراسة تطبيقيّة لأساليب الإنشاء في هذا الشعر وهو مقسّم على خمسة فصول : الفصل الأول عن الاستفهام والأغراض البلاغيّة التي خرج إليها .والفصل الثاني عن الأمر والنهي وأهم الأغراض التي خرجا إليها،وفي الفصل الثالث عن النّداء ،والفصل الرابع عن التمنِّي، والفصل الخامس تحدّث الباحث عن الإنشاء غير الطلبي ،والفصل الأخير ذكرنا فيه كثرة وقلّة أساليب الإنشاء ضمن الأغراض الكليّة للقصائد،ثم ذيلتها بالخاتمة متضمّنة أهم النتائج منها: 1/ أساليب الإنشاء تكاد تنعدم في قصائد الرثاء ،مع ما في تلك الأساليب من دعوة للمشاركة والبكاء ،وذلك أن الهذليين شاع بينهم مهيع من القول في هذا المجال ،ألا وهو التصبُّر والتجلُّد ،والنظر إلى الموت على أنه حتم،فلا داعي للبكاء ،والتفتوا يعزون أنفسهم بوقوع الموت بالأبطال الكماة ،وبالحمر الوحشية القوية. 2/ ظهر لنا كيف يُسهم الإنشاء عندما يدرس في سياق القصيدة في ترابطها. 3/ وجدنا في مبحث دخول الهمزة على حروف العطف منهجا للزمخشري جديرا بالتقدير وهو إيثار السياق على القاعدة التي ارتضاها هو أو ذكرها غيره .