الاستقرار في الفقه الإسلامي /
أهمية الموضوع وأسباب اختياره: تتلخَّص أهمُّ الأسباب الَّتي تبيِّن جدارة الموضوع، والدَّاعية إلى الاهتمام به واختياره فيما يلي:1- احتياج كثير من مباحثه إلى التَّحرير والتَّدقيق، وذلك يتبدَّى من خلال تشابهها، مما قد يتسبب في الغموض والخفاء، الأمر الَّذي يدلُّ على تطلبها لمزيد من العناية والإبراز، لا سيَّما مع كثافة مادته وترامي مباحثه. 2- كان من دواعي التَّفكير في هذا الموضوع أنَّ كثيرًا من مباحثه هي قواعد لها آثارها الهامَّة الَّتي تنبني عليها في الفقه الإسلاميِّ، مثل اشتراط استقرار الملك لصحَّة العقد على العين، ومثل اشتراط استقرار الحياة للإرث، كما أنَّ تناول المسائل المتَّصلة بالاستقرارات يبيِّن دقَّة أنظار الفقهاء، وعميق فهمهم للشَّريعة. 3- تنوُّع المعالجات العلميَّة في المصادر المتقدِّمة لأفراد مسائل هذا الموضوع، فكثير من مسائله تجمع بين الفقه وأصوله وقواعده، مثل استقرار الوجوب عند الأصوليِّين، واستقرار الملك عند الفقهاء، ممَّا يضيف عمقًا في المقارنة بين تلك المصطلحات، وجمعًا بين النَّظرية والتَّطبيق.لتلك الأسباب وغيرها كانت لي الرَّغبة في دراسة هذا الموضوع واختياره ليكون موضوع بحثي للماجستير، وقد استهدَفت في هذه الدِّارسة جمع ما تناثر من مسائله وضمَّ متفرِّقها في سياق واحد؛ لما في ذلك من الأهميَّة في الإيضاح والبيان لما ينطوي عليه الموصوف بالاستقرار من أحكام وآثار، متوخِّيًا للصَّواب، ومستعينًا بالله على ذلك، فمن الله عز وجل الحول والطَّول.