الآثار الواردة عن السلف في الإيمان باليوم الآخر في تفسير الطبري
أهمية الموضوع وأسباب اختيار ه وحرصاً على سلوك هذا الطريق، اخترت كتاب: (جامع البيان في تأويل القرآن) للإمام محمد بن جرير الطبري، لكي أجمع ما ورد فيه من الآثار عن سلف الأمة في باب الإيمان باليوم الآخر، وكان اختياري لـه لأسباب منها: 1 - اشتمال هذا الكتاب على ثروة هائلة من الآثار الواردة عن السلف من الصحابة è والتابعين وتابعي التابعين، حيث بلغت أحاديث تفسير الطبري وآثاره سبعاً وتسعين وثلاثمائة وثماني وثلاثين ألفاً (38397) حسب ترقيم طبعة دار الكتب العلمية. بل يعتبر الإمام الطبري رأساً في روايته لهذه الآثار ( ) فإنه يعتمد على تفسير الآيات بما ورد عن رسول الله '، ثم على ما ورد عن الصحابة الكرام è، والتابعين. ( ) فيفسر الآية، ويستشهد على ما قالـه بما يرويه بسنده إلى الصحابة، أو التابعين، من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها ويورد ما جاء في ذلك من الآثار. ( ) 2 - الرغبة في جمع ما تفرق في هذا الكتاب من الآثار الكثيرة الواردة عن السلف في باب الإيمان باليوم الآخر، وذلك بالاستقراء والتتبع، وترتيبها حسب ما هو متبع في كتب الاعتقاد. 3 - أنها آثار تتعلق بتفسير كتاب الله الذي هو المصدر الأول لتلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة، وهذا يؤكد قضيتين هامتين: أولهما: اهتمام السلف - رحمهم الله - بفهم معاني القرآن الكريم، لكي يحصل لهم التدبر المأمور به، كما في قولـه -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [سورة ص 38/29] والثانية: بيان هذا الفهم للناس، وإيضاحه لهم، ونشره بينهم.