هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين الذكاء الروحي ومكان السيطرة وعلاقتهما باحترام الذات لدى مدمني المخدرات بالمقارنة مع غير المدمنين. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة، استخدم الباحث المنهج المتكامل القائم على المقاربات الكمية والنوعية، حيث طبق الباحث في البداية المنهج الكمي الوصفي المقارن باستخدام مقياس الذكاء الروحي المتكامل الذي أعده (عمرام & درير، 2008). موقع مقياس التحكم الذي أعده (روتر، 1966). ومؤشر احترام الذات الذي أعده (هدسون، 1994). على عينة من الذكور السعوديين الذين يعيشون في مدينة الرياض والبالغ عددهم 209 أفراد وأعمارهم تراوحت بين (18-50) سنة، منهم 104 مدمنين في مجمع أمل للصحة النفسية بالرياض بمتوسط ​​عمر 32.7 سنة وانحراف معياري قدره 8.1، 105 من غير المدمنين الذين يبلغ متوسط ​​أعمارهم 35.7 سنة والانحراف المعياري 9.4. وعند الانتهاء من جميع النتائج الكمية، طبق الباحث المنهج النوعي على عينة متابعة من 52 مدمنا، منهم 31 مدمنا شاركوا في مقابلات شبه منظمة و 21 مدمنا شاركوا في 3 مجموعات تركيز باستخدام دليل للمقابلات النوعية التي أعدها الباحث. ثم قام الباحث بتحليل وتفسير نتائج البحث كميا وكميا ومتكاملا. وكانت النتائج الرئيسية كما يلي: أولا: النتائج الكمية وصلت نتائج البحث الكمي إلى وجود علاقة ارتباطية إحصائية ذات دلالة إحصائية للذكاء الروحي في مجملها وبجميع أبعادها مع احترام الذات في استجابات المدمنين وغير المدمنين. وهناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية إحصائية بين الموضع الداخلي للرقابة والنفس في ردود المدمنين وغير المدمنين. كما أن هناك علاقة هيكلية بين الذكاء الروحي وموقع السيطرة فضلا عن تقدير الذات في استجابات المدمنين وغير المدمنين، حيث توجد علاقة سببية وآثار سلبية مباشرة بين الذكاء الروحي كمتغير مستقل ومنخفض احترام الذات كمتغير تابع. وهناك علاقة سببية وآثار إيجابية مباشرة للمكان الخارجي للسيطرة على انخفاض تقدير الذات. أيضا، هناك علاقة سلبية بين الذكاء الروحي والموقع الخارجي للسيطرة. هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء الروحي في مجمله وأبعاده بين استجابات المدمنين وغير المدمنين لصالح غير المدمنين، وكان حجم تأثير هذه الاختلافات كبيرا. توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الجراد الخارجي للسيطرة بين استجابات المدمنين وغير المدمنين لصالح المدمنين، وكان حجم التأثير معنويا. كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تقدير الذات بين استجابات المدمنين وغير المدمنين لصالح غير المدمنين وكان حجم تأثير هذه الاختلافات كبيرا. ثانيا: النتائج النوعية أظهرت نتائج البحث النوعي أن الذكاء الروحي عامل مهم في التخلي عن إدمان المخدرات، ولا يمكن إغفال دور بارز في مكافحة المخدرات على المستويات النفسية بما في ذلك التحصين والحماية من تعاطي المخدرات والإدمان أو العلاج أو منع الانتكاس. والمكان الخارجي للسيطرة هو عامل خطر قد يسبب الفرد ليصبح تعاطي المخدرات ومن ثم المدمن. وفي حين أن مركز السيطرة الداخلي عامل هام يساهم في القضاء على إساءة استعمال المخدرات وإدمانها. كما أن تقدير الذات ينخفض ​​إلى مستويات منخفضة جدا نتيجة لإدمان الفرد على المخدرات، مما يؤثر سلبا على قبول الذات ويزيد من الشعور بالفشل والانهيار. ثالثا: النتائج المتكاملة نتائج البحث كانت تكاملية بشكل عام. حيث كانت نتائج البحث النوعي متسقة مع النتائج الكمية. وهكذا، تم دمج نتائج البحث من خلال وجود علاقة مباشرة بين الذكاء الروحي واحترام الذات. هناك علاقة مباشرة بين المكان الداخلي للسيطرة والنفس. أيضا، هناك علاقة من التأثير المتبادل بين الذكاء الروحي والمكان الداخلي للسيطرة. وهناك تأثير كامل على كل من الذكاء الروحي والمكان الداخلي للسيطرة على احترام الذات. وأظهرت النتائج أيضا انخفاض الذكاء الروحي بين المدمنين. والموقع الخارجي للسيطرة هو النقطة الرئيسية للسيطرة بين المدمنين. وانخفاض الثقة بالنفس بين المدمنين. وفي ضوء النتائج السابقة، أوصى الباحث بعدد من التوصيات أهمها: إعطاء المزيد من الاهتمام لرفع الذكاء الروحي، واحترام الذات، وتعديل موضع السيطرة ليكون أكثر داخلية للمدمنين في برامج العلاج قدمت