الغنوصية وموقف الإسلام منها
تأتي أهمية هذه الرسالة من جانبين : الجانب الأول - يتعلق بأصل الدين: ربوبية الله وحده لا شريك له، واتصافه بصفات الكمال، حيث خالفت الغنوصية في هذا الأصل وقالت : بإلهين قديمين، وهذا يقدح في وحدة الله من جهة، وفي إيجاد الخلق من العدم من جهة ثانية. الثاني- يتعلق بالشريعة: عبادة الله وحده لا شريك له، حيث خالفت الغنوصية في ذلك، وأوجدت عبادة البشر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: خالفت عقيدة ختم النبوة، وأن الدين الإسلامي هو خاتم الأديان، حيث ادّعت الغنوصية استمرار النبوة، ونسخ الشريعة الإسلامية وإسقاط التكاليف. وقد كان هذا وغيره داعياً للتقدم برسالة بعنوان: ((الغنوصية وموقف الإسلام منها))، لقد كان دور الغنوص بين المسلمين: تقويض وهدم وفساد وتخريب وإنكار وتشكيك لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وتبين في الرسالة: مفهوم الغنوص، وأثره في الفرق المنتسبة إلى الإسلام، وخطره على الإسلام. وقد اشتملت خطة الرسالة بعد هذه المقدمة على خمسة أبواب، ثم خاتمة، توصلت فيها إلى نتائج منها : 1- أن الغنوصية مأخوذة من اللفظة اليوناني gnosis، أي المعرفة بلا واسطة؛ فهي مذهب دخيل على المسلمين.