الحافظ العلائي وجهوده في الحديث وعلومه / إعداد عبد الباري بن عبد الحميد.
سَبَبُ اختيار الموضوع، وأهمّيتُه: 1 – الإسهامُ في مشروع التعريف بأعلام المحدثين وجهودِهم في خدمة السنّة المطهّرة، فقد تناولَ عددٌ كثيرٌ من الدارسين شخصياتٍ من المحدثين البارزين بالدراسة في بحوثهم ورسائلهم العلمية كابن عبد البر، والخطيب البغدادي، وابن أبي حاتم والدارقطني، وابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وابن رُشيد، والعيني، والسخاوي والسيوطي، وغيرهم من علماء الحديث في قرون مختلفة. فأَحْبَبْتُ أن أشاركهم بدراسة جهود الحافظ العلائي استكمالاً لهذا المشروع المهمّ. 2 - مكانةُ الحافظ العلائي في علم الحديث، فقد أثنى عليه كبارُ العلماء، ووصفوه بحفظِ المتون، والمعرفةِ بالعلل، وأسماء الرّجال. قال الحافظ الذهبي: (( الإمام المفتي المحدّث، عالمُ بيت المقدس اليوم، الفقيهُ الحافظُ معدودٌ في الأذكياء، له يد طولى في الحديث ورجاله، حصّل الأجزاءَ الجيّدة، والكتب النفيسة ))( ). ووصفه تاج الدين السبكي بالحافظ المفيد، وقال: (( كان حافظاً ثبتاً، ثقةً عارفاً بأسماء الرّجال، والعلل والمتون، فقيهاً. . . ))( ). وقال تلميذه أبو المحاسن الحسيني: (( برع في الحديث ومعرفة الرجال، والمتون والعلل، وخرّج، وصنّف وأفاد))( ). وقال ابن العماد: ((الإمامُ المحقّقُ، بقيّةُ الحفّاظ، فاقَ أهلَ عصره في الحفظ والإتقان ))( ).