تكمن أهميَّة هذا البحث الموسوم بـ( الحِجاج في كتاب خزانة الأدب لابن حِجَّة الحَموي- دراسة تداوليَّة) في مدوّنته التي تعدُّ من المكتسبات الأدبيَّة في التُّراث العربي؛ إذ تضمّنت العديد من الأخبار التَّاريخيَّة والمسائل الثقافيَّة والحوارات الشَّخصيَّة في شتّى مجالات الحياة، فكان لها خصوصيتها الإقناعيَّة؛ لأنّها تحولت إلى خطابٍ له أبعاده، وقضاياه التي تناولها البحث على سبيل الحِجاج، وما يدور في سياقات الإقناع، وكذلك يكتسب البحث قيمته من المنهج التَّداوليّ ونظريَّة الحِجاج، باعتباره الطريقة التي نظَّمت دراسة الظاهرة الأدبيَّة والميراث الإنساني في خزانة الأدب لابن حِجَّة الحَموي، واعتمدت الدِّراسة آليات البلاغة الجديدة، أو ما اختصت به نظريَّة بيرلمان وتتيكاه بتصوره المنطقيّ للاستدلال البلاغيّ، مع الإفادة من معطيات الظاهرة البلاغيّة عند العرب. وتحدَّدت أهداف هذه الرِّسالة بأسئلتها الإشكالية، وأهمّها: كيف تشكّلت صورة الحِجاج البلاغيّ في كتاب خزانة الأدب لابن حِجَّة الحَموي؟ وما التقنيَّات الحِجاجيّة التي يمكن استثمارها من نظريَّة بيرلمان وتتيكاه في تحليل المدوّنة؟ وما أساليب الحِجاج وروافده البلاغيّة في بناء كتاب خزانة الأدب لابن حِجَّة الحَموي؟ وقد خلصت الدِّراسة إلى نتائج مهمَّة، في طليعتها أنّ كتاب خزانة الأدب لابن حِجَّة الحَموي من المكتسبات التُّراثية والفكريَّة المهمَّة في التُّراث الأدبي عند العرب، إذ يحمل ثراءً لغويًا وأدبيًا وبلاغيًا، حتى بدا خطابًا حِجاجيّا محملًا بهموم العقل العربي في مستوياته الثقافيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة