الكامل في ضعفاء الرجال للحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدي الجرجاني المتوفى (365هـ) من أول ترجمة (محمد بن ميسر أبي سعد الصاغاني) إلى آخر ترجمة (محمد بن مجيب الثقفي الكوفي)

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين، قسم السنة وعلومها، 1426 هـ.
الملخص

فإن من أسبغ نعم الله تعالى على هذه الأمة أن حفظ لها دينها، بحفظ الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خَلْفه، وصَوْنِ السنة المطهّرة عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وكان الإسناد من أهم الأسباب التي صان الله بها سنّة نبيه  ، ولله درّ الإمام عبدالله بن المبارك إذْ يقول: « الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء » ( ). وقد هيّأ الله لهذه السنة من قام بحفظها، والذَّود عن حياضها، وذلك باستظهارها في الصُّدور، وتدوينها في السُّطور، والرحلة في طلبها، ولقاء حملتها وروّادها، والوقوف على حال أصحابها، نصيحةً للأمّة، وإحقاقًا للحق، وإبطالاً للباطل، فكان فيهم « أئمة نُقَّاد، يُدّقِّقون في النَّقير والقِطْمير، ويَتَبصَّرون في ضبط آثار نبيِّهم أتمَّ تبصير، ويتعوَّذون بالله من الهوى و التقصير، ويتكلّمون في مراتب الرجال وتقدير أحوالهم من الصِّدق والكذب، والقوَّة والضَّعْف » ( ). ومن هؤلاء الأئمة النّقاد الإمام الحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدي الجرجاني صاحب كتاب ""الكامل في ضعفاء الرجال""، الذي أودع كتابه غُرر الفوائد، وحُلَل القلائد، في علم الجرح والتعديل، وصناعة التصحيح والتعليل. فكان بحق من أجلِّ كتب الضعفاء قدرًا، وأغزرها علماً، وأعظمها نفعاً. وحريٌّ بكتاب هذه مكانته أن يكون ميداناً للدراسة والتحقيق من قبل العلماء وطلاّب العلم؛ مما حدا بقسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض إلى فتح الباب لطلاّب مرحلة الماجستير لتحقيقه. فشرَّفني الله أن كنت أحد من سعى في خدمة هذا السِّفر العظيم بتحقيق جزء منه؛ من أول ترجمة محمد بن مُيَسَّر أبي سعد الصاغاني إلى آخر ترجمة محمد بن مجيب الثقفي الكوفي. أسباب اختياري لهذا الموضوع: 1 ) أهمية الكتاب العلمية: إذْ يُعدّ من أهمّ المصنفات في علم الرجال، وذِكْر الضعفاء ومروياتهـم. قال حمزة بن يوسف السهمي تلميذ ابن عدي في كتابه ""تاريخ جرجان""( ) : « سألت أبا الحسن الدارقطني أن يُصنِّف كتاباً في ضعفاء المحدثين، فقال لي: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية، لا يزاد عليه ». 2 ) سعة الكتاب وشموله: فقد احتوى على أحاديث كثيرة، مع الكلام على طرقها، وعللها، ورواتها قبولاً وردًّا، وصحةً وضَعْفاً. أضاف لها جملة كبيرة من نصوص الجرح والتعديل؛ لأئمة ضاعت مصنفاتهم أو لا مصنّفات لهم؛ كشعبة والفلاّس، ويحيى بن سعيدالقطّان وغيرهم. 3 ) مكانة الحافظ ابن عدي ~ٍٍِِ العلمية: فقد جمع علماً قلّما جمعه أحد من أقرانه، فكان حافظاً لا يُجارى ومحدِّثا صيرفياً في الحديث، اعترف بفضله وسبقه وغزارة علمه المعاصرون له، والمتأخرون عنه. 4 ) خدمــة الكتــاب: فالمكتبة الإسلامية بحاجة لنسخة من هذا الكتاب محقّقة تحقيقاً علمياً من متخصصين في علم الحديث؛ ليخرج منقّحاً مجرّداً عن الأخطاء والسَّقط، والتصحيف والتحريف، كما هو حاله في الطبعات المتداولة. 5 ) الاستفادة من تحقيقه ودراستـه: بِسَبْر غَوْره، وممارسة ما فيه من علوم الحديث ممارسة عملية؛ تؤصّل طالب العلم وتبني قاعدته العملية على أساس متين. تِلْكم هي أهمّ الأسباب التي حدت بي إلى اختيار هذا الموضوع، وقد تضمّنت الخطة التي أقرّها القسم، وسِرْت عليها بعد هذه المقدّمة: قسمين، وخاتمة، وفهارس.

المجموعة
مواد أخرى لنفس الموضوع