الكنى والأسماء للإمام أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت. 310 هـ) دراسة وتخريج وتحقيق وتعليق من أول حرف السين إلى نهاية حرف الياء والنصف الثاني منه /
لقد كان من لوازم التخصص العام المتبع في قسم الكتاب والسنة أن يكون الباحث على دراية بجانبين أساسين مهمين هما : 1 - القدرة على تكوين البحوث العلمية الموضوعية . 2 - المهارة في تحقيق المخطوطات وإبرازها ، على أن يكون ذلك ضمن التفسير وعلومه ، والحديث وعلومه ، حتى تكتمل دربة الباحث العلمية المتخصصة . وحيث إن الباحث قد أكمل -ولله الحمد- بحثاً موضوعياً في جانب التفسير وعلومه ، ناسب أن يقوم بتحقيق مخطوط مهم في الحديث وعلومه ، رغبة في استكمال حلقة التدريب العلمي الموخى في هذه المرحلة ، فمن هنا جاء السبب الأول لاختيار هذا الموضوع . السبب الثاني : هو الأهمية الكبيرة والمكانية الواسعة التي يحتلها الإمام الدولابي وكتابه بين كتب علم الرجال الذي يعتبر من أهم وأكمل وأدق وأجمل علوم الحديث الشريف ؛ لأن معرفته هي الطريقة المثلى للتفرقة بين الثقات والضعفاء ، ومن ثم معرفة الحكم على الأحاديث صحة وضعفاً ، وقبولاً ورداً . وإن تحقيق كتاب كبير من كتب الرجال ككتاب الإمام الدولابي يعد مطلباً في غاية الأهمية ، حيث إن الكتب المحققة في هذا الفرع -الأسماء والكنى- قليلة العدد والمضمون . السبب الثالث : هو الرغبة في المساهمة في نشر التراث العلمي للأمة وتحقيقه وتمحيصه ، والتأسي بالعلماء والباحثين الذين ساروا على هذا الدرب ، فخدموا العلم والعلماء ، وأخرجوا كنوزاً علمية كانت معمورة في غياهب المكتبات ، إذ يعتبر هذا -إن حسنت النيات- من أنفع الأعمال الصالحات ، التي تدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، ولد صالح يدعو له ، أو صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ))( ) . .