المسائل التي علل فيها الحنابلة الحكم خروجا من الخلاف في المعاملات المالية وفقه الأسرة : جمعا ودراسة
أهمية الموضوع: لا شك أن هذا الموضوع له أهمية كبيرة واضحة، ومما يدل على أهميته ما يلي: 1- أن الخروج من الخلاف قد يؤثر في الحكم لدى المجتهد؛ فعليه أن يعرف متى يستحب الخروج من الخلاف، ومتى لا يستحب له ذلك. 2- أن"" الخروج من الخلاف مستحب"" قاعدة معتبرة عند فقهاء الحنابلة، وكثيراً ما يعللون الحكم بها. 3- أنه باستقراء هذه المسائل – عند فقهاء الحنابلة – يتبين ما هو الخلاف المعتبر عندهم من غيره، وبه تعرف جادة المذهب في ذلك. 4- أن تتبع هذه المسائل، ومعرفة أقوال الفقهاء فيها يجعل المجتهد يتريث في إصدار الأحكام، ولا يتسرع، بل ينظر في الأدلة ويجتهد فيها؛ فإذا لم يتبين له الراجح توقف، وإذا لم يجزم بحكم فإن له القول بالاستحباب، أو بالكراهة، أو بالأولى خروجا من الخلاف. 5- أن الأخذ بالاحتياط معتبر عند الفقهاء متى أمكن ذلك؛ وإلا فقد يتعذر الاحتياط في بعض المسائل، ولهذا مدخل في موضوع البحث. ثانياً: أسباب اختيار الموضوع: من أهم الأسباب التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع ما يلي: 1- معرفة متى يكون الخلاف معتبرا في الحكم على المسائل، ومتى لا يكون كذلك. 2- معرفة سبب تعليل الحنابلة لبعض الأحكام دون بعض بهذه العلة. 3- أن بعض أهل العلم – ممن وقفت على أقوالهم – لا يرون تعليل الأحكام بذلك فأردت معرفة سبب رأيهم، وما اعتمدوا عليه فيه. 4- أن في بحث مثل هذه المسائل، وبيان الضابط فيها – بعد توفيق الله – تقديم خدمة لكتب المذهب، والتأليف فيه، لا سيما وأنه السائد والمعتبر في القضاء، والفتوى، والتعليم في هذه البلاد المباركة.