ملخص الدراسة تهدف هذه الدراسة إلى تناول الدرس اللغوي لدى أبي زيد الأنصاري في كتابه (النوادر في اللغة)، وقد جاءت في أربعة فصول توزعتها مستويات اللغة: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، ولعل أهمية الجهد المبذول تكمن في الوقوف على هذه المستويات جميعها من خلال تتبع الإشارات اللغوية المبثوثة في كتاب النوادر وجمعها وترتيبها وفق نسق يظهر القيمة العلمية لجوانب التفكير اللغوي لدى أبي زيد، وبذلك يمكن تقديم نظرة شاملة للدور الذي اضطلع به أبو زيد الأنصاري في بناء صرح علوم اللغة، حيث ظهر للباحثة أن إسهامه في هذا الحقل جعل منه عَلماً بارزاً وجد له مكاناً ومتسعاً بين الخليل وسيبويه وغيرهما من أعلام المدرسة البصرية، كما أن تأثيره في الدرس اللغوي لم ينقطع على مدى العصور المتلاحقة حتى يومنا هذا، ولعل من أبرز النتائج التي خلصت إليها الدراسة توظيفَ أبي زيد للمنهج الوصفي في تتبع الظاهرة اللغوية ضمن استعمالات حية ترتبط بالشاهد دون المثال، مستعيناً في ذلك بفصحاء العربية الذين ينتمون لبيئات لغوية متعددة ومتنوعة، وهذه الاستعمالات الخاصة هي ما اصطلح على تسميته بالأنماط النادرة، والندرة هنا لا ترتبط بقلة الاستعمال بقدر ارتباطها بسعة الاحتجاج؛ إذ إن توسيع أبي زيد لدائرة الاستشهاد جعل هذه الأنماط المرصودة تبدو وكأنها نادرة لمن ضيق هذه الدائرة.