وهذه الرسالة جزء من مشروع علمي يقوم على تحقيق هذا الكتاب ودراسته، وقد أحسن قسمُ السنة وعلومها في كلية أصول الدين بالرياض صنعاً حين أقرَّ هذا الكتاب ضمن مشروعاته العلمية، وأوعز إلى طلاب مرحلة الدكتوراه بتحقيقه ودراسته؛ فهو حري بذلك لعدة أسباب منها: 1- منـزلةُ الكتاب المشروح -«المصابيح»- لاشتماله على معظم أبواب الدين، مع حسنِ ترتيبه وتبويبه، ولذا توارد العلماءُ على خدمته والعنايةِ به: شرحاً واختصاراً وتخريجاً واستدراكاً وانتقاداً. 2- مكانةُ هذا الشرح -«الميسر»- لكونه من أوائل شروح «المصابيح»، ولما تميز به من ميزاتٍ عديدةٍ كعنايته بالحديث وشرح الغريب، ولما حواه من تحقيقات فريدة، واختيارات موفقة وغيرها من الميزات التي عرضتها عند دراسة الكتاب. 3- اعتمادُ كثيرٍ من شراح «المصابيح» و«مشكاة المصابيح» على هذا الشرح، فنقلوا اختياراتِه وتحقيقاتِه، وأفادوا منه، بل صرح بعضهم في مقدمته بأنه من موارده الرئيسة، فصار تحقيقُ الأصلِ من الأهمية بمكان في توثيق تلك النقولِ وضبطها. 4- مع كثرة شروحِ «المصابيح» فلم يطبع منها شيء -حسب علمي- سوى الجزء الأول من «شرح المصابيح» لزين العرب المصري المتوفى بعد سنة (650ه). 5- أهميةُ كتب الشروح عموماً، ودورُها في إثراء الطالب بأنواع من العلوم والمعارف، مع حاجة المكتبة الإسلامية لها.