العنف ضد الأطفال : دراسة فقهية تطبيقية
فإن ظاهرة العنف، والإساءة للأطفال : من الظواهر التي بدأت تنتشر في المجتمع بشكل خطير ومخيف ، وصارت تؤرق المسؤولين في الأمن والقضاء ، و تقف أمام تقدم المجتمع ورقيه ، وتهدد تماسكه وتآلفه . وقد تزايدت حدتها ، وتصاعدت وتيرتها في الآونة المتأخرة ، مع تنوع وسائل الجريمة ، واختلاف أساليب المجرمين. فمن جرائم الاختطاف، إلى الابتزاز، والاغتصاب ، والقتل ، بالإضافة إلى ما يحدث في كثير من المجتمعات من أنواع العنف الأسري الذي يقع الجزء الأكبر منه على الأطفال الأبرياء . و لذلك فقد ظهرت إفرازات سيئة، ونتائج مؤسفة نسمع بها بين الفينة والأخرى، ونشاهدها في وسائل الإعلام، وعلى صفحات الجرائد والصحف والمجلات . ولا جرم فقد أصبحت من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام على الصعيد المحلي والعالمي ، حيث صارت محطاً لأنظار الكثير من الكتاب والباحثين في المجالات الاجتماعية ، والإنسانية ، ومحل عناية المسؤولين في الندوات، و المؤتمرات والمجامع العامة . ولهذا كان لزاماً على الباحثين الوقوف حيال هذه الظاهرة وبيان خطرها الداهم والمشاركة في الحد من انتشارها والقضاء عليها ، وبيان ما يترتب على هذه الظاهرة من ٍ أحكام فقهية تتعلق بنوع الجريمة، والمجرم ، والمجني عليه ل والتكييف الفقهـي لمسـتجدات التي تدخل تحت نطاق هذه الظاهرة