قام موضوع البحث على دراسة (النقد التطبيقي عند الصفدي دراسةً وتوجيهاً)، واقتضى أن يأتي في تمهيد وثلاثة فصول، مسبوقاً بمقدمة ومتلوّاً بخاتمة. وقد دار البحث على عددٍ من المحاور، أبرزها : مفهوم النقد التطبيقي وآلياته عند القدماء والمحدثين، مع الإشارة إلى أبرز المؤلفات التي تناولت هذا الموضوع من النقد قديماً وحديثاً، ومن ثم أبرز المؤثرات التي شكلت ثقافة الصفدي النقدية. ثم ممارسات الصفدي - وهو موضوع الدراسة - في هذا المجال من النقد، من خلال شرحيْه لامية العجم ، ورسالة ابن زيدون الجديَّة، إضافةً إلى نقده كتاب ""المثل السائر"" في كتابٍ سمّاه ""نصرة الثائر على المثل السائر"". وقد عالج البحث المصطلحات النقدية والبلاغية التي اعتمد عليها الصفدي في نقده، سواء ما تناول منها النص الأدبي من جهة المعنى وطرق أدائه، أو من جهة التركيب وما يعتريه من حالات الجودة والحسن، أو الضعف والرداءة، أو من جهة ما اتصل منها بالإبداع وأدواته وعيوبه. كما عالج البحث النقد الموضوعي عند الصفدي في شرح النصوص الأدبية من خلال معطيات الدرس اللغوي، والبلاغي، والنقدي، والذوقي، التي اعتمد عليها في تحليلاته وأحكامه النقدية. ثم تناول البحث أخيراً ""نقد الكتب"" كونه أحد أوجه النقد التطبيقي، التي تعتمد في الدرجة الأولى على جملة اعتراضاتٍ ومآخذ علمية وأدبية كان الصفدي قد سجلها على كتاب ابن الأثير، فحاوره وناقشه في عددٍ من القضايا المتصلة باللغة والنحو والبلاغة والنقد والأدب .