1- إبراز معالم هذا الفن الجليل عند الحافظ ابن عبد البر رحمه الله لبراعته فيه وظهور معالمه في التمهيد، مع أنَّ الغالب أنَّ علم القواعد الفقهية إنما ازدهر في وقت متأخر في مصنفات مستقلة. 2- تقدم زمن الحافظ ابن عبد البر وكلامه في علم القواعد الفقهية يُمكِّننا من القول بأنه ممن شارك في تأصيل هذا العلم وإبرازه في كتاباته لبيان الأحكام الشرعية مما يستدعي الكشف عن هذا الجانب عنده والعناية به أيما عناية. 3- أن الحافظ ابن عبد البر يعتبر مدرسةً مستقلةً له آراؤه واختياراته. 4- أنَّ الحافظ ابن عبد البر صرح في كتابه التمهيد في مواضع منه بأنه قصد في كتابه هذا إلى تأصيل القواعد وذكر الضوابط الفقهية التي بها تضبط الفروع وتنحصر، وبها يجمع شتات المسائل. فمن ذلك: - قوله رحمه الله عند شرحه لحديث إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم... الحديث: ((...لأن الغرض مما في كل باب من أبواب كتابنا هذا أن يتسع القول في أصوله، ونوضحها، ونبسطها، ونلوح من فروعه بما يدل على المراد فيه؛ إذ الفروع لا تحصى ولا تضبط إلا بضبط الأصول)). التمهيد 14/369 ط. المغربية.