الشعر العربي في الهند في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين أغراضه وخصائصه /

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كلية اللغة العربية، قسم الأدب والبلاغة، 1426.
الملخص

ذكرت في التمهيد جغرافية الهند، والحالة السياسية في هذه الفترة، وبينت أن هذه الفترة كانت مليئة بالقلاقل والأحداث الجسيمة، بسبب محاولة الإنجليز القضاء على الحكم الإسلامي في شبه القارة الهندية، والسيطرة على هذه البلاد، وأعقب ذلك تلك الحوادثُ التي حصلت في سبيل الاستقلال عن هذا العدو المستعمر، وتبين لي أن هذه الأحداث تركت بصماتها في الشعر العربي في الهند. وبينت أن المسلمين في الهند كانوا يولون باللغة العربية عناية فائقة، درساً وقراءة، وتأليفا وكتابة، وأثروا المكتبة العربية في شتى فروعها بكتب يعد كثير منها قمة في بابها.  في المبحث الأول من الفصل الأول حاولت تحديد أشهر شعراء القرنين، فظهر لي أن أشهرهم الشيخ فيض الحسن السهارنفوري، والشيخ فضل حق الخير آبادي، والشيخ أحمد حسن عرشي، والشيخ حميد الدين الفراهي، والشيخ أبو محفوظ الكريم المعصومي.  في المبحث الثاني من الفصل الأول حاولت تحديد العوامل المؤثرة في الشعر العربي في الهند، وبينت أن للمدارس الإسلامية بمناهجها المشتملة على مدارسة الكتاب والسنة والأدب العربي، ولهجرة الشعراء من الجزيرة العربية وغيرها إلى الهند، ولتنقل الشعراء داخل الهند آثاراً إيجابية في ازدهار الشعر، كما كان لأجنبية البيئة، وانعدام التشجيع والحوافز، وقلة العناية بالنقد، وقصور مواهب الشعراء، وقربهم من عصور الضعف آثار سلبية على هذا الشعر.  في الفصل الثاني درست موضوعات الشعر العربي في الهند ووجدت أن هذا الشعر تناول أكثر الموضوعات التقليدية في الشعر العربي كالدعوة الإسلامية، والمدح، والرثاء، والغزل، والإخوانيات، والمناسبات.  في المبحث الأول من الفصل الثاني أبان البحث أن غرض الدعوة الإسلامية كان أكثر الأغراض وفرة في الشعر العربي في الهند؛ وذلك لأن أغلب شعراء العربية هناك كانوا من حملة العلم الشرعي، ومن الدعاة إلى الله تعالى، وتناولوا في شعر الدعوة موضوعات متعلقة بالعقيدة كالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ووصف الجنة والنار، وأحوال القيامة والحشر والنشر، والردّ على الفرق الباطلة، وتناولوا قضايا الزهد كالتضرع إلى الله، والتحذير من الدنيا، والدعوة إلى الاستعداد لما بعد الموت، وبينوا حالة المسلمين المؤسفة في تلك الفترة، وأدّى الشعر العربي دوره في استنهاض الهمم والدعوة إلى الجدّ والمثابرة، وحث على الجهاد، وأشاد بالمجاهدين الأبطال، ووصف قتال المسلمين لأعدائهم في شتى بقاع المعمورة.  في المبحث الثاني من الفصل الثاني درست المديح، فتبينت أنّه أخذ حيزاً كبيراً من هذا الشعر، كما هو في الشعر العربي عموماً، وتبينت أيضاً أن شعراء العربية في الهند أكثروا من المديح النبوي، ويمتاز هذا المديح بصدق العاطفة وحرارتها واستمرارها وتنوعها وذلك راجع إلى حب هؤلاء الشعراء الشديد لصاحب المقام المحمود. -وفي غير المديح النبوي- أبان البحث أن الممدوحين تنوعوا بين الساسة والولاة والعلماء والمشايخ وأصحاب الدين والخلق الكريم. ومُدح كل فئة من الممدوحين بما يليق بمقامه.  وفي المبحث الثالث درست الرثاء وبينت أن المرثيين يتنوعون بين الولاة والأمراء، والعلماء والمشايخ، والأقارب والأصدقاء، ولم نجد رثاءً للمدن والممالك الزائلة، مع أن المدن والولايات كانت تسقط في أيدي الإنجليز متتابعة، ولعل شدّة الأحداث، ومرارة الأحوال، وتتابع الأزمات حالت دون ذلك، وبينت أن الشعراء في الهند اتبعوا في رثائهم المنهج المتبع في رثاء الجاهليين بدءاً بالندبة، ثم تعداد مناقب المرثي، ثم التسلي، وقد يذكرون في باب التسلي الأقوام الغابرة ويوردون بعض الحكم والأمثال.  وفي مبحث الغزل بينت كثرة الغزل لدى شعراء العربية في الهند، وأن أغلبه كان يأتي في مقدمات القصائد، وقد تُفرد له قصائد كاملة، ويتنوع بين الغزل العفيف العذري، والغزل الحسّي اللاهي، وبينت انعدام الغزل بالمذكر، بل كان بعض الشعراء يذكرون الحبيب بصيغة التذكير بسبب تأثرهم بالأدب الأردي، وتوصلت إلى أن سبب ضعف الغزل لدى البعض هو كونهم لم يصدروا فيه عن تجربة ومعاناة، بل نظموا الغزل تقليداً ومحاكاة.