تحاول هذه الدراسة تتبع تطور مفهوم الشرطة في الأندلس في عهد الدولة الأموية الثانية، بقسميها الكبرى والصغرى، وبروز مصطلح جديد هو الشرطة الوسطى، مع تحديد اختصاصات كل منها والمهام الموكلة إليها، مع ذكر أسماء من تولى هذا المنصب في الدولة الأموية الثانية، وما مدى علاقة صاحب الشرطة بغيره من مؤسسات الدولة الأخرى كصاحب المدينة والقضاء وصاحب السوق (الحسبة) والبريد (العيون). إذ إن هناك علاقة وثيقة بين نجاح هذه الخطة - خطة الشرطة - وبين حفاظها، قولا وعملا، بما جاء بالشريعة الإسلامية التي هي غاية خطة الشرطة في الدولة العربية الإسلامية. وتناولت الدراسة بالتحليل مسميات خطة الشرطة والخطط ذات الصلة الوثيقة بها كخطة الطواف في الليل وغيرها. ونظراً لأهمية صاحب الشرطة في الدولة الأموية الثانية في الأندلس، فقد تطرقت الدراسة إلى ذكر من تولاها من الأشخاص، وما يجب أن تتوافر فيهم من صفات وشروط تؤهلهم لتسلم هذا المنصب، بالإضافة إلى المهام الموكلة إليهم. إذ كان يساعدهم في تنفيذ هذه المهمات أعوان لهم سمات يشتهرون بها، كما يتعاون صاحب الشرطة مع أجهزة الدولة الأخرى في استتباب الأمن والنظام فيها.