الوظيفة التربوية للملصق الإعلاني السعودي وارتباطاتها الرمزية
الهدف من الدراسة فهو يقتضي بدراسة وتحليل المقومات الفكرية والتشكيلية للملصق الإرشادي وأبعاده الوظيفية والتربوية بشكل عام, ومن ثم التعريف بالدلالات الرمزية للثقافة السعودية وإمكانية الاستفادة منها في نقل القيم التربوية للمجتمع وقد اعتمدت الدارسة في منهجية البحث وخطته على كلاً من المنهجين الوصفي والتجريبي, بمعنى دراسة الملصق أولاً من جميع جوانبه وأبعاده ومن ثم التطبيق عملياً بإنتاج مجموعة من الملصقات التربوية ووصفها شكلاً من ناحية القيمة الجمالية ومضموناً من ناحية القيمة التربوية. وقد توصلت الدارسة لمجموعة من النتائج أهمها هو أن الملصق الإعلاني التربوي أداة اتصال فعّالة يمكن الاستفادة منها داخل نطاق المجتمع السعودي لتوجيه الأفراد نحو القيم والمبادئ السليمة وإشباع حاجتهم للتذوق الجمالي من خلال رموز مستمدة من ثقافة المجتمع, تختزل المعنى وتقدمه بصورة واضحة, وإن فاعلية الملصق الإعلاني التربوي في إقناع المتلقي وتوجيه دوافعه تأتي نتيجة لإلمام المصمم بالأسس والعناصر الفنية والتربوية, كما أن المصمم التربوي له دور إجتماعي بالغ الأهمية, لذا يجب أن يكون على قدر كبير من الوعي والإدراك لحاجة المجتمع الذي يستهدفه وخصائصه, ليتمكن من إقناعه وتلبية احتياجاته الفكرية والجمالية, كما يجب أن يتطور الملصق الإعلاني وفقاً للتطور التقني في شتى المجالات, أما بالنسبة للرمز فإنه يتطور حسب تطور المفاهيم الثقافية في المجتمع, وقد أظهرت التجربة العملية إمكانية توظيف الرمز في الملصق الإعلاني وتطويعه لدعم الدور التربوي للملصقات وترسيخ فاعليتها, وقد انعكس التراث الثقافي للبيئة السعودية من خلال الرمز, مما أدى أولاً إلى وجود حلول تشكيلية متنوعة أفادت في إيصال المعنى التربوي للمواطن السعودي, وثانياً تعزيز الروح الوطنية لديه وتأكيد هويته, و توصلت الدارسة من خلال التجربة العملية إلى أن صياغة الرموز في الملصقات بأساليب مختلفة, نتج عنه ثراء فكري وجمالي أثرى الحس الفني لدى المتلقي, وقد استنتجت الدارسة أن التربية من خلال الفن هي وظيفة سامية توجه أفراد المجتمع السعودي وترتقي بهم, و دعم من ذلك الاستناد في بعض الملصقات على آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة, مما نتج عنه التذكير بالقيم الإسلامية.