أهمية الموضوع : لا شك أن أهمية أي بحث أو كتاب تعود إلى أهمية موضوعه، ولما كانت حماية الدين الإسلامي وإرساء دعائمه تحتاج إلى دولة تحميه وتقوم على نشره، حاول النبي  في أول الأمر بناء الدولة الإسلامية في مكة ولكن الله سبحانه وتعالى اختار لـه يثرب حيث توافرت فيها جميع أركان الدولة من السلطة والإقليم والشعب، وتكونت الدولة الإسلامية في المدينة ، تلك الدولة التي أنار بها الله سبحانه وتعالى الكون. فالإسلام لابد له من دولة تحمي بيضته، ولابد للدولة من أركان وأسس تقوم عليها، فلا يتصور وجود دولة بلا أركان. ومن هذا المنطلق كانت أهمية الكتابة في هذا الموضوع إذ لا دولة بلا أركان، لا في الشريعة الإسلامية ولا في القانون الدولي. أسباب اختيار الموضوع : 1 –أن القانون الدولي العام لم تدرس كثير من نظرياته وتؤصل من وجهة نظر شرعية ولا يزال مرتعاً خصبا للباحثين. 2 – أن هذا الموضوع فيه رد على بعض الباحثين المعاصرين من أولئك الذين يقولون إن الإسلام دين بلا دولة أي أنه لا يختص إلا بالعبادات دون أن يدخل في تدبير شؤون الدولة أو تفاصيلها. 3 – أن في هذا الموضوع مقارنة بين كلٍ من النظرتين الإسلامية والوضعية لأركان الدولة,كما أن فيه إيضاح لسمو النظرية الإسلامية.