تعتبر مرحلة الطفولة وخاصة السنوات الخمس الأولى منها مهمة في نمو شخصية الطفل وتوافقه النفسي، فالرعاية التي يتلقاها الطفل في هذه المرحلة من القائمين على رعايته هي بمثابة حجر الأساس في بنائه النفسي، وبقدر ما تكون هذه الرعاية سوية تشعر الطفل بالعطف والأمان بقدر ما تكون صحته النفسية أفضل (أحمد، 1998) إن مرحلة الطفولة المبكرة هي من أهم المراحل الحياتية وأكثرها تأثيراً في الشخصية الإنسانية وفي تكوين خصائصها العقلية والاجتماعية والنفسية، وذلك من خلال ما يكتسبه الفرد من خبرات وما يتعرض له من مؤثرات مختلفة، الأمر الذي يحتم على الوالدين و الأوصياء على الطفل مراعاة أهمية سلامة جميع العمليات الاجتماعية النفسية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته. وشخصية الفرد هي في واقع الأمر انعكاس للظروف والخبرات التي تعرض لها لأن عملية تكوين الشخصية وما يترتب عليها من توافق نفسي واجتماعي هي عمليات متداخلة تتم عبر مراحل حياتيه متتالية ومترابطة، فتجاوز متطلبات المرحلة التطورية من النمو كمرحلة مهمة قبل المدرسة ضروري للنجاح في المرحلة التي تليها، كما إن أي انحراف عن شروط العمليات السوية غالبا ما يؤدي إلى انحراف العملية التطويرية في المرحلة اللاحقة وخصوصا إذا كان هذا الانحراف شديداً، حيث يصبح واضحاً عند سن البلوغ مدى نجاح عمليات النمو السابقة، حين يصبح الطفل قادرا على القيام بدور البالغين و قادراً على التعامل مع .( متطلبات الحياة ( العبد الغفور وإبراهيم، 1998.