إشكالية المنهج التاريخي في تناول روايات عصري النبوة والخلافة الراشدة: دراسة مقارنة بين أكرم العمري وهشام جعيط
تتناول الدراسةُ إشكاليةَ المنهجِ التاريخيِّ مع منهجِ كلٍّ من المؤرخَين أكرم ضياء العمري، وهشام جعيط عند مقاربتِهما للسيرةِ النبوية وتاريخِ الخلافةِ الراشدةِ من خلال اختياراتِهما للروايات التي تُشَكِّلُ الصورةَ الصحيحةَ كما يراها كلٌّ منهما، كنتيجةٍ للمنهجِ الذي اتَّبَعَه، حيث اعتمد العمري منهجَ المُحَدِّثين في تنقيحِ رواياتِ السيرة، واعتمد جعيط مناهجَ حديثةً متعددةً إلى جانب المنهج التاريخي. تبدأ الدراسةُ بتمهيدٍ يتناول قراءةً مختصرةً لإشكاليةِ الخلافِ بين رؤيتَي التأصيلِ، والحداثةِ في التاريخ، وقراءةً للمفاهيمِ التي تُشَكِّلُ خلافاً بين الرؤيتين في البحث التاريخي. بعد ذلك تبدأ فصول الدراسة باستعراضِ التكوينِ الاجتماعيِّ والمعرفي لنموذجَي الدراسة بهدف التعرُّف على الخلفية الفكرية التي أنتجت منهجيهما، ثم تتناول الدراسةُ مصادِرَهما ومنهجَهُما العملي في كتبِهما التي أُلّفت في التأريخ للسيرة والخلافة الراشدة. أما لبُّ الدراسةِ فقد كان البحثُ عن الروايات التي تُمَثِّلُ إشكالاً حسب المنهج التاريخي، التي وقع فيها نموذجا الدراسة كنتيجةٍ لتطبيقِهما مناهجَ أخرى غير المنهج التاريخي، أو مخالفة المنهج التاريخي نفسه حين استخدامه من قِبَلِهما، وتركَّزت هذه الجزئيةُ من البحث في الفصلين الثالث والرابع. أما الفصل الأخير من الرسالة فقد تناول الإشكالات العامة للرؤيتين اللتين ينتمي لهما نموذجا الدراسة في تناول التاريخ الإسلامي المبكر وهما: الرؤية التأصيلية التي تركّز على العودة للأصول الإسلامية منهجاً ومصادرَ للتعامل مع التاريخ الإسلامي وعدم الخروج عنها، وأبرز أدواتها: منهجُ المُحَدِّثين، والرؤية الحَدَاثية التي تركِّز على استخدامِ المناهج الحديثة، التي تنظر لمرحلة التاريخ الإسلامي المُبَكِّر في تاريخيته الخاصةِ كحلقةٍ من حلقات صيرورة التاريخ البشري بعيداً عن التفسيرات الغيبية.