الفقه الإسلامي نظام شامل متكامل ، له قواعد ،وأصول ،و مبادئ وكليات ، يمكن على ضوئها استنباط أحكام جديدة لقضايا حادثة،وهو قابل من حيث الأسلوب والصياغة والمنهج ، لأن يتشكل في قوالب جديدة تحقق المصلحة واليسر مع مراعاة موافقته لمقاصد الشريعة . ولقد عني الفقهاء – رحمهم الله – بالمصطلحات ، والمفاهيم الشرعية التي لها أثر واضح في عبادة المكلفين وخصوصاً حين تجمع بين مسائل متناثرة هنا وهناك ، ويضمها عقد واحد ، حيث تيسر فهم الفقه الإسلامي ،وتوضح مقاصده . ومن أبرز تلكم المفاهيم مفهوم اجتماع الفروع ، والذي يعني تزاحم عبادتين ؛ أو أكثر في وقت واحد،سواء كانتا متفقتين أو مختلفتين من جنس واحد,أو من جنسين. ومن هنا تبرز أهمية فقه الموازنات، وذلك أن الله شرع الأحكام على تفاوت في درجاتها ومنزلتها، فيقدم ما ضاق وقته على غيره ، وفرض العين على فرض الكفاية ،والواجب على المندوب ، والآكد على غيره ، وقد يقدم المندوب ، أو المستحب على الواجب إذا اتسع الوقت. وللوقوف على حقيقة هذا المفهوم ،وجمع متفرقه ،وحل مشكله، و بيان أثره في العبادات جاءت هذه الرسالة في بابين وخاتمة بعنوان "" أثر اجتماع الفروع الفقهية دراسة تطبيقية على قسم العبادات "" لنيل درجة الماجستير في الفقه الإسلامي.