أثر الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في شبه الجزيرة العربية
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، بعون الله تعالى وتوفيقه، فقد أنهيت كتابة البحث في الرسالة التي تقدمت بها لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث، وكان عنوانها ""أثر الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في شبه الجزيرة العربية"". وقد اشتملت هذه الرسالة على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة والملاحق ثم ثبت المراجع. ففي المقدمة شرحت مدى أهمية دراسة هذا الموضوع وأهم المصادر والمراجع التي قمت بالاعتماد عليها في الرسالة. وفي التمهيد قمت ببيان الموقع الجغرافي للوطن العربي ومدى أهميته لكل من فرنسا وبريطانيا، ثم بينت الدوافع التي دعت فرنسا إلى محاولة للسيطرة على المشرق العربي في ذلك الوقت، ثم رأيت مدى تأثير الامتيازات التي حصلت عليها في الماضي الدول الأجنبية وخاصة فرنسا وإنجلترا من الدولة العثمانية وبينت كيف أن تلك الدول قامت باستغلالها لمصالحها أسوأ استغلال. أما في الفصل الأول فقد بحثت أحوال المشرق العربي في ظل الحكم العثماني في بداية القرن الثالث عشر الهجري ثم شرحت ملابسات تجهيز الحملة الفرنسية، وخط سيرها حتى وصلت إلى الإسكندرية مروراً بجزيرة مالطة في البحر الأبيض المتوسط، إلى أن وصلت إلى القاهرة بعد معارك دامية مع بقايا المماليك والمقاومة الشعبية الإسلامية. وبعد استيلاء الفرنسيين على القاهرة، بدأت القلاقل والثورات الشعبية رفضاً للاستعمار الفرنسي وكيف تعامل معها نابليون، ووضحت معالم سياسته الاستعمارية في مصر. ثم بينت كيف أن نابليون فكر في توسيع سيطرته على المشرق العربي، فزحف بجيوشه إلى بلاد الشام حتى وصل إلى عكا بعد المواجهة العنيفة من المقاومة الإسلامية في يافا وحيفا، وفي عكا كانت المقاومة من أسوارها المنيعة، ومن المسلمين بقيادة أحمد باشا الجزار الحكيمة مع المساعدات من الدولة العثمانية وحلفائها، فلم يستطع نابليون الاستمرار في حصارها حيث اندحر عنها بعد حصار دام حوالي ثلاثة شهور، وعاد إلى مصر، وكانت تلك الهزيمة مقدمة للتفكير جدياً برحيل الحملة الفرنسية عن مصر نهائياً بعد قضائها أقل من ثلاثة أعوام في مغامرتها الخاسرة. أما في الفصل الثاني فقد تكلمت في أحوال شبه الجزيرة العربية أثناء وصول الحملة الفرنسية إلى مصر وبلاد الشام، بينت فيها أحوال الدولة السعودية الأولى وأحوال مشيخات الخليج العربي في تلك الفترة، ثم بينت الدور السعودي في مواجهة التنافس الاستعماري في المنطقة، كما بينت ما كان من اتصالات بين الدولة السعودية وفرنسا ، ثم موقف ولاة العراق من تلك التحركات الاستعمارية. وفي الفصل الثالث، بينت التحركات السعودية في مواجهة المخططات الاستعمارية في منطقة البحر الأحمر فتكلمت عن الآثار السياسية للحملة الفرنسية على الحجاز وعسير كما بينت موقف أهل الحجاز وعسير من تلك الحملة، بعدها ألقيت نظرة على المحاولات الاستعمارية للسيطرة على مداخل البحر الأحمر وكيف أن الدولة السعودية قامت بالتحرك لمواجهة الأخطار المحتملة على الأماكن المقدسة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة. وجاء الفصل الرابع والأخير لنبيان حالة الحرمين الشريفين في ظل الحكم السعودي، وكيف أن آل سعود قاموا بتجهيز كسوة الكعبة بعد توقف وصولها من مصر طيلة مدة احتلال الفرنسيين لها، ثم تكلمت عن قيام الإمام سعود بن عبد العزيز بقيادة الحجيج وتقديم المخصصات والإعانات المالية بعد أن توقف إرسال الصرة السلطانية من مصر بسبب الحملة. وفي نهاية الفصل تكلمت عن مدى تأثر مسيرة الحجاج العرب على إثر الوجود الفرنسي في مصر وبلاد الشام. وفي النهاية، كانت الخاتمة والنتائج، حيث تبين لنا مدى التنافس الاستعماري على مشرقنا العربي منذ زمن بعيد ولا يزال حتى يومنا هذا وكيف أن الموقع الاستراتيجي المهم جعل هذه البلاد محط أطماع الدول الاستعمارية، وساعدهم في ذلك ما كانت عليه البلاد من ضعف وانقسام وتناحر على الحكم، من ذلك ما كان بين المماليك وبعضهم البعض وبينهم وبين العثمانيين، وما كان بين الأشراف والدولة السعودية الأولى التي انتهت تحت وطأة الضغط العثماني والوالي العثماني في مصر بعد خروج الفرنسيين منها. كما تبين لنا مدى استعداد الفرنسيين لمنح اليهود وطناً لهم في فلسطين إذا ما ساعدوا الحملة في الاستيلاء على بلاد الشام وكسر شوكة المسلمين حيث أنه كان في نية فرنسا الانتقام من المسلمين بسبب تصديهم ودحرهم الحملات الصليبية في القرون السابقة . وفي الختام تضمنت الرسالة الملاحق ثم المصادر والمراجع العربية منها والأجنبية والتي تم الاعتماد عليها في هذه الرسالة.