اتجاهات أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأثرها في قراراته منذ تأسيسه إلى نهاية رئاسة طه حسين 1973م
قصد البحث إلى التعرف على اتجاهات المجمعيين ، وذلك من خلال دراسة وتقويم بحوثهم المبثوثة فيء إصدارات المجمع المختلفة ، وقد عني البحث بالقضايا اللغوية العامة ، وموقف المجمعيين منها ، ولم يكن من شأنه متابعة كل البحوث ، وملاحقة كل رأي واقتراح ، إنما الغرض الخطوط العريضة ، والمعالم البارزة . كشفت هذه الدراسة أن المجمعيين على ثلاثة اتجاهات : الأول : لم يخرج عن أوضاع اللغة العامة ، ولم ينحرف عن سير قواعدها وقوانينها الثابتة ، التزم أصولها ، وما وقف جامداً أمام القضايا المعاصرة ، بل تصدى أصحاب هذا الاتجاه لهذه القضايا مؤمنين بقدرة هذه اللغة الشريفة على الوفاء بغرضها ، واستيعاب متطلبات كل عصر . الثاني : كان على النقيض ، فاحترم الأصول ، وانحرف عن القواعد والقوانين اللغوية ، وبحث عن تيسير مزعوم ، لم تكن مسوغاته قائمة ، وجهد في دراسات لا فائدة ترجى منها . وقد كان لهذين الاتجاهين أثر واضح في قرارات المجمع ، وبين هذين الاتجاهين أخير لا تظهر له علامات ، ولا تتبين معالم ، فهو مذبذب بين الطرفين ، وهذا الاتجاه قليل الأثر في قرارات المجمع . تُعدُّ هذه الدراسة مراجعة وتقويماً لمنجزات أحد الصروح اللغوية في حياتنا المعاصرة .