المستخلص: فإن المتتبع في كتب التاريخ يلحظ أن دراسة الموضوعات العامة والخاصة تحظى بأولوية مميزة من قبل الدارسين والباحثين، ولعل ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى وفرة المصادر التاريخية من جهة، وإلى سهولة ويسر البحث فيها من جهة أخرى. وبهذه الآلية يستطيع الدارس أن يسبر غور كاتب الحدث التاريخي وأن يتعرف على ميوله وأهوائه وطريقته في الكتابة التاريخية، والمنهج التاريخي الذي اتبعه وطريقة توثيقه للمادة العلمية. وقد اختارت الباحثة دراسة منهج العمودي الذي يُعد أحد أبرز مؤرخي المخلاف السليماني في القرن الرابع عشر الهجري، ويظهر ذلك جليًا فيما خلفه من تراث تاريخي في تاريخ المخلاف وتراجم أعيانه. وقد قسمت العمل إلى مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة، وقد بينا في المقدمة أسباب اختيار الموضوع والصعوبات التي واجهت البحث، ثم أهدافه، والدراسات السابقة عليه، ومصادر الدراسة، ومنهجها. أما التمهيد فقد قُسِّم إلى مبحثين اثنين الأول تناولت فيه (التدوين التاريخي في المخلاف السليماني قبل عصر العمودي)، والمبحث الثاني تضمن الحديث عن: (المخلاف السليماني في عصر العمودي) وهذا بدوره قد تفرع إلى ثلاثة محاور: الأحوال السياسية، الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، الأحوال العلمية والفكرية. أما الفصل الأول: حياة العمودي ومسيرته العلمية، فقد قُسِّم إلى مبحثين اثنين الأول تناول الحديث عن: حياة العمودي من المولد إلى الوفاة، فتحدثت عن (نسبه ومولده، نشأته، صفاته، مكانة عائلة العمودي في منطقة المخلاف، حياته العملية، وفاته) أما المبحث الثاني: مسيرة العمودي واتجاهاته العلمية، فتحدثت فيه عن: (أسفاره في طلب العلم، عودته إلى وطنه، شيوخه وتلاميذه، مكانته العلمية، الإجازات العلمية التي حصل عليها، مؤلفاته، ما اقتناه من نوادر الكتب، ما تقلده من وظائف ومهام، السفارة والوساطة).