في ضوء التغيرات، والتطورات، والتحولات التي يشهدها مجتمعنا في الوقت الراهن، وما يصاحب ذلك من صراع قيمي؛ فالأمر يستلزم وجود دور كبير للمدرسة في التصدي لهذه المشكلة من خلال مناهجها الدراسية. وتأتي مناهج الدراسات الاجتماعية والوطنية في مقدمة المناهج المدرسية، كمصدر تعليمي تعلمي قادراً على مسايرة ومواكبة التوجهات الحديثة والعالمية والوعي بالقضايا والمشكلات السكانية، وما يترتب عنها، وإكساب الاتجاهات الإيجابية المرغوب غرسها لدى النشء. وقد ركزت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية على تحقيق نجاحات تعليمية متنوعة في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...الخ، وذلك من خلال إصدار كتب مدرسية مطورة تطبق في جميع مراحل التعليم العام وذلك بين عام (1428- 1433هـ). وانطلاقاً من تركيز المناهج المدرسية على تنمية جوانب متعددة لدى الطالب، فقد عُد مجال التربية السكانية من أبرز المجالات التي تمّ التأكيد عليها عالمياً. ومن هنا يأتي دور كتب الدراسات الاجتماعية والوطنية في معالجة هذا الجانب باعتباره من الجوانب التي تسعى التربية لتحقيقها لدى طلابها. وبما أن الكتب المدرسية هي المرجع الرئيس لكل من المعلم والطالب؛ فهذا يستدعي من الباحثين القيام بالبحث حول دور كتب الدراسات الاجتماعية والوطنية في معالجة الجانب السكاني، لاسيما وأن المجتمعات البشرية تمر في عصر يتسم بالتغير المتسارع. ومن هنا فقد تمثلت مشكلة الدراسة بالبحث عن المفاهيم السكانية اللازم تضمينها في كتب الدراسات الاجتماعية والوطنية المطورة لطلبة المرحلة المتوسطة في ضوء مفاهيم التربية السكانية العالمية