تناول هذا الفصل تمهيداً للدراسة ، ومشكلتها ، ثم تناول أسئلة الدراسة وأهدافها ، وأهميتها وحدودها ، كما تناول مصطلحات الدراسة ، وصعوباتها . تمهيد : غني عن البيان أن التطوير عملية شاملة متكاملة متوازنة ، وأنها لا بد أن تكون هكذا إذا كان يراد لها النجاح وتحقيق الأهداف المأمولة في مجالات الحياة المختلفة . ولا شك أن تطوير التعليم لابد أن يكون في هذا الإطار حتى لو أقتضى ذلك سنوات طويلة ، إلا أنه مع هذه الشمولية في التطوير ينبغي أن تكون البداية مع أهم عناصر هذا التطوير وهو المعلم الذي يقع على عاتقة تنفيذ المنهج التعليمي بمفهومه الشامل ، ومن ثم فلابد أن تكون بداية ذلك التطوير اختيار طلاب وطالبات كليات المعلمين والمعلمات وكليات التربية الذين يمثلون معلمي ومعلمات المستقبل. إن طالبات كليات إعداد المعلمات هن معلمات المستقبل من حيث العلم والمعرفة والقدوة والأخلاق ، إذ ينبغي على معلمة المستقبل أن تكون شخصية مثقفة دائمة الإطلاع مشتغلة بالقراءة دائماً ، و أن يكون لديها غزارة في المادة العلمية التي تعلمها ، وأن تعرف ما تعلمه أتم معرفة وأعمقها ، ولا تكتفي بالوظيفة التي حصلت عليها بل لابد لها أن تداوم على البحث والدراسة وتحصيل المعرفة وتأخذ بمبدأ ( التعليم مدى الحياة ) . يقول جبير في ( عـبد العـال ، 1985م ) أنه : (( لا يزال الرجل عالماً ما تعلم ، فإذا ترك التعليم واستغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون )) . ولذلك ينبغي أن تتوفر في المعلمة السمات والخصائص والمهارات التي تمكنها من أداء دورها بفاعلية ، وأداء عملها على أكمل وجه وتحقيق أهدافه التربوية وذلك من خلال عدة مهارات مختلفة والتي من بينها امتلاكها القدرة على استثارة الدافعية للتعلم عند الطالبات ، مع امتلاك القدرة على استخدام أكثر من وسيلة للتعلم الفعال للتلاميذ كالتعلم التعاوني ، والتعلم الذاتي ، والتعلم الاستكشافي والابتكاري وغيرها من أنواع التعلم الفعال، ومراعاة الفروق الفردية بين الطالبات ، مع امتلاكها القدرة على التنويع في طرق التدريس والاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية ، والقدرة على إدارة ضبط الصف ، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على التقدير الأمثل لسبل العقاب والثواب وكيفية تطبيقها .