فقه الإمام البخاري في كتاب اللباس من جامعه الصحيح
أهمية الموضوع : إتماما للمسيرة التي بدأها جمع من الباحثين وطلاب العلم في تدوين فقه الإمام البخاري / من خلال تراجمه أحببت أن أسهم بجهد المقل مستعينا بالله ? في تدوين فقه الإمام البخاري / في كتاب اللباس ، ويرجع سبب اختيار هذا الموضوع إلى أمرين : الأول: الكتابة في فقه الإمام البخاري / . الثاني: الكتابة في مسائل اللباس , وهي صلب الرسالة . وهذه هي الدوافع مجتمعة في النقاط التالية : 1-متانة فقه الإمام البخاري / حيث إنه قد اعتمد فيه على القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية . 2- المنزلة الرفيعة والرتبة العالية التي تحلى بها الإمام البخاري / فهو من أهل القرون المفضلة, بالإضافة إلى الثناء العاطر من العلماء عليه , ومنه : قال أحمد بن حمدون : « سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري : لا يبغضك إلا حاسد , وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك» ( ). وقال نعيم بن حماد:« محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة » ( ) . وقال محمد بن بشار : « دخل اليوم سيد الفقهاء » - يقصد الإمام البخاري / - ( ). 3- الدقة البالغة , والعناية الفائقة في اختيار الإمام البخاري / لتراجم كتابه . قال ابن حجر /: « روى ابن عدي عن جماعة من المشايخ أن البخاري حول( ) تراجم جامعه بين قبر النبي > ومنبره , وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين »( ). وقال أيضا - في ذكر أسباب تفضيل صحيح البخاري - : « ... وما قرن بأبوابه من الفقه النافع الشاهد لمؤلفه بالترجيح » ( ). 4- أن مثل هذا البحث ينمي الملكة الفقهية عند الباحث ؛ لدقة تراجم الإمام البخاري / وخفائها . قال ابن حجر / :- بعد أن ذكر أن تراجم الإمام البخاري / منها الظاهرة ومنها الخفية , ثم ذكر بعض أسباب الخفاء ومنها - «...وقد يفعل ذلك لغرض شحذ الأذهان في إظهار مضمره واستخراج خبيئه»( ). 5- أن خير ما ينفق ويبذل فيه الوقت بعد كتاب الله أ هوالعيش مع سنة النبي > فكيف إذا كان مع أصح الصحيح . وقد قيل : أهل الحديث همُ أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا 6- إبراز فقه الإمام البخاري / "" فبعض عامة الناس يستغرب أن تذكر للإمام البخاري / ألقاب مثل : ( أفقه الناس) , (سيد الفقهاء) , (إمام الدنيا في الفقه) وهو لا يحتاج إلى قرينة أو شهادة خارجية ؛ إذ ليس الخبر كالمعاينة ، فالأدلة البينة الدالة على فهمه الثاقب ، ونظرته البعيدة ما زالت موجودة حتى بعد مرور الدهور ، وتصل إلى الإمام البخاري / بآلاف من الطرق""( ) . ولله در القائل : أعيا فحول العلم حل رموز ما أبداه في الأبواب من أسرار 7-"" تعلق اللباس الوثيق بعبادة الإنسان لربه ، وتأثير اللباس عليها صحة وعدما ، وما يتعلق بذلك من شروط وآداب وأحكام وآثار""( ) . 8- الأهمية البالغة لقضية اللباس ؛ إذ هو بحق شعار على الأخلاق والمروءة والحياء والفضيلة ، فبقدر المحافظة عليه يتضح هذا الشعار جليا ، وبقدر التفريط فيه يخبو ضوء ذلك الشعار , بل قد يموت ، ومما لا يدع مجالا للشك ما يشاهد اليوم من تشبه كثير من أبناء المسلمين بالنساء, في اللباس وغيره، وكذا العكس ، ولا يخفى ما لذلك من دلائل على ظهور معالم الفضيلة أو انطماسها. 9- جهل كثير من الناس اليوم بآداب وأحكام وضوابط اللباس ، أو استهانتهم بذلك ، وهذا ما أوقعهم في محاذير بل مخالفات ظاهرة للشرع القويم . 10-الغزو الفكري الموجه على المسلمين من قبل أعدائهم و دعاة التغريب ، والسعي الحثيث بتكريس الجهود بشتى الوسائل للتغريب في اللباس وغيره، كل ذلك لينسلخ المسلمون من هدي الإسلام في اللباس واتباع صبغة الشيطان وهو ما يخطط له أعداء الله منذ قرون .